إيرانيون يملكون "مفاتيح" مواقع التواصل

الوكيل - يلجأ إيرانيون إلى ما يسمونه 'دليل المستخدم الذكي لمواجهة الرقيب الغبي' للالتفاف على قرار الحكومة منع شبكات التواصل الاجتماعي مثل 'فيسبوك' و'تويتر' و'يوتيوب' خاصة مع انطلاق الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة 14 يونيو.اضافة اعلان


لدى كل من منوشهر، 35 عاما، وبهروز،21 عاما، وهايدي 47 عاما، وهم يعيشون في العاصمة طهران، صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' و حساب على 'تويتر' يتواصلون من خلالها مع أصدقائهم في مناطق أخرى من إيران ويتبادلون الآراء السياسية.

كما أنهم يدخلون على موقع 'يوتيوب' لمشاهدة فيديوهات أحدث الأغنيات الغربية المحظورة في بلدهم.

يقول منوشهر ،مهندس، لسكاي نيوز عربية إلى 'أن الدخول على فيسبوك وتويتر ممنوع رسميا في إيران منذ الانتخابات الرئاسية لعام 2009'.

وكانت السلطات الإيرانية قد قامت منذ هذا الوقت بحظر هذه المواقع التي استخدمها المعارضون للتنسيق فيما بينهم لتنظيم الاحتجاجات واسعة النطاق، أو ما أطلق عليه إعلاميا 'الثورة الخضراء'، متهمين الحكومة 'بالتزوير' في النتائج حتى يفوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية .

'لكن، على الرغم من هذا الحظر، فمن النادر أن تجد إيرانيا ليست لديه صفحة على فيسبوك'، حسب ما تقول هايدي، مديرة بشركة خدمات مصرفية.

وتضيف هايدي أنه 'من السخرية أن الدولة تحظر هذه المواقع على المواطنين بينما لرأس الدولة، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، صفحة على فيسبوك يتبعها نحو 57 ألف متصفح'.

ويشير بهروز أنه 'تم تدشين صفحة خامنئي في ديسمبر 2012، أي بعد شهر من وفاة المدون الإيراني ستار بهشتي تحت التعذيب في سجن إيفين'.

وكان بهشتي قد قبض عليه، قبل بضعة أيام من وفاته، عن طريق الشرطة الإلكترونية لنشاطه ضد الحكومة على فيسبوك.

ويقول منوشهر إن الإيرانيين، مثلهم مثل غيرهم من الشعوب، التي يحظر في بلدانهم الدخول على فيسبوك، لديهم 'دليل المستخدم الذكي لمواجهة الرقيب الغبي'.

'تعتقد كل الحكومات التي تخشى حرية التعبير أنها تستطيع التعتيم على المعلومات كيفما شاءت وتنسى أن الانسان يستطيع الالتفاف على للحصول على المعلومة، وإذا كان ذلك قد أثبت صحته عندما قام الانسان بالتواصل عن طريق الحمام الزاجل فما بالنا بعصر الفضاء المفتوح'.

ويسرد بهروز، طالب بالسنة النهائية بجامعة طهران، الخطوات الواجب اتباعها للولوج إلى شبكات التواصل.

'يجب بالطبع تحميل أحد مزودي خدمة الانترنت مثل سايفون 3 أو فريجيت 7.9، أو غيرهم وهم يحملون مجانا، ثم اختيار أحد الوسائل الرقمية الأمنة التي تتيح للمستخدم الربط عن بعد مثل VPN أو SSH '.

ويضيف 'الأن وبعد أن قمت بهذه الخطوات، يمكنك أن تفتح فيسبوك وأن تدخل اسمك وكلمة المرور الخاصة بك كما لو كنت في بلد طبيعي'.

'إنها خطوات غاية في السهولة، ولكن، وعلى الرغم من فعالية هذه المزودات، فبإمكان أجهزة الأمن والاستخبارات أن تحدد مستخدمه إن رغبت في ذلك، وهو ما يعرضه للمساءلة والحبس'، حسب منوشهر.

وتؤكد هايدي أن 'السلطات تقوم دائما بسد السبيل إلى شبكة الانترنت نفسها من الأساس أثناء الأحداث السياسية الهامة كالانتخابات والاحتجاجات أو في ذكرى وفاة شخصية ما'.

وتضيف 'إحدى طرق المنع هي تخفيض سرعة الربط إلى أقصى حد، وهذا هو الحال هذه الأيام بسبب الانتخابات الرئاسي وكلما اقتربنا من موعد انطلاقها كلما اصبح من الصعب الدخول على الانترنت'.

هذا وقد أدانت شركة غوغل محاولات اختراق الحسابات الشخصية وسرقة كلمات المرور الخاصة بعشرات الألاف من الإيرانيين من مستخدمي بريد 'جيميل' الإلكتروني.

وقال نائب رئيس الشركة إيريك غروس، في مدونته أن 'الشخصيات المستهدفة وتوقيت وقوع هذه المحاولات يوحي بأن هذه الهجمات تتم بدافع سياسي'.

وأكد أن الشركة تحاول 'منذ نحو 3 اسابيع محاربة تدفق الرسائل الإلكترونية التي تهدف إلى سرقة المعلومات الشخصية لعشرات الألاف من الإيرانيين'.

وذكر غروس أن 'من قواعد غوغل الإعلان عن الهجمات المعلوماتية أو اية نشاط مثير للريبة من قبل الحكومات ومحاولة التصدي لهم'.

'خاصة إذا كنتم في إيران، فنحن نشجعكم على اتخاذ خطوات إضافية لحماية حساباتكم الشخصية'، حسب المسؤول.

ودخلت الحملة الرسمية لانتخابات الرئاسة الإيرانية الخميس في مرحلة الصمت الانتخابي لتبدأ عملية الاقتراع يوم الجمعة في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي.

ويقوم نحو 50,5 مليون ناخب، من أصل 75 مليون مواطن، باختيار رئيس الجمهورية من بين ستة مرشحين بينهم مرشح وحيد من التيار المعتدل هو حسن روحاني.


سكاي نيوز عربية