الوكيل - وقعت أمس اشتباكات طائفية محدودة في قرية مصرية، مما أدى إلى حرق 4 محال تجارية، بعد اتهام تاجر مسيحي بالتحرش بطفلة مسلمة. وقام إسلاميون برشق كنيسة القرية الواقعة في جنوب البلاد، لكن الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن المتهم بريء، ويعاني من عدم اتزان نفسي. لكن محمد أمين من التيار السلفي بنجع حمادي قال: «إن المتهم تاجر معروف وليس مريضا نفسيا». ففي تجدد لأعمال العنف الطائفي في مصر، قام أهالي قرية «المراشدة» التابعة لمركز الوقف شمال محافظة قنا بصعيد مصر، برشق كنيسة «أبوفام الجندي» عقب صلاة الجمعة أمس، انتقاما من تاجر مسيحي اتهموه باغتصاب طفلة مسلمة عمرها 6 سنوات.
وكان والد الطفلة قد تقدم ببلاغ لمركز الشرطة يتهم فيه صاحب متجر مسيحي (60 عاما)، بالتحرش بها واغتصابها، وهو ما دفع أهالي القرية لمحاصرة الكنيسة وإحراق 4 محال تجارية من بينها محل التاجر المتهم.
وعلى الفور قامت أجهزة الأمن بالقبض على التاجر والتحفظ عليه بمركز شرطة الوقف، كما أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفرقة المتظاهرين، وتم إخطار النيابة التي طالبت بتوقيع الكشف الطبي على الطفلة والتحقيق مع المتهم بشأن التهم المنسوبة إليه.
وتمكنت أجهزة الأمن من السيطرة على الأحداث وفض تجمهر المحتجين من أمام الكنيسة، إلا أن بعض العناصر المنتمية للتيار السلفي توجهت عقب صلاة الجمعة إلى مقر الكنيسة وهتفوا «الله أكبر ولا إله إلا الله»، مما دفع أهالي القرية إلى المشاركة مرة أخرى في الاحتجاجات أمام الكنيسة، وقاموا برشق المبنى بالحجارة، مما دفع الأمن إلى التعامل معهم بالغازات المسيلة للدموع لفض التجمهر وتفريق المحتجين مجددا.
وأفاد مسؤولون محليون بأن مفاوضات بدأت من قبل القيادات الأمنية والشعبية لاستعادة الهدوء مرة أخرى وإقناع المحتجين باتباع السبل القانونية في التعامل مع الأمر.
ومن جانبه، قال الأنبا كيرلس إن الأمن نجح في تهدئة الأوضاع أمام الكنيسة بعد أن قام بعض الأشخاص بمحاصرتها ومحاولة تكسير أبوابها، موضحا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن المتهم المسيحي «بريء»، وأن «الطفلة سليمة»، وأشار إلى أن أحد الأطباء قام بالكشف عليها وأكد أنه لم يتم التعدي عليها ولم تصب بأذى. إلا أن أمين أضاف موضحا أن هذه المزاعم تهدف إلى نفي التهمة عن التاجر الذي يعمل في بيع وشراء قطع غيار السيارات. وتابع: «ليس مريضا نفسيا والتهمة ثابتة عليه.. هذا كلام لتبرير موقفه وسنعمل على تهجيره من القرية».
وأضاف الأنبا كيرلس أن البعض أشاع اغتصابها بعد رؤيتها تلعب أمام منزل المتهم «الذي يعاني عدم الاتزان النفسي، وهو ما استغله البعض لاتهامه باغتصاب الطفلة واستخدام ذلك لإشاعة فتنه بين المسلمين والمسيحيين».
وفي السياق نفسه، أصدرت منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان بيانا نددت فيه بوقوع الأحداث الطائفية بمحافظة قنا. وقال نادي عاطف رئيس المنظمة: «بناء على التقارير الواردة إليها، تعود تفاصيل الواقعة لادعاء أهالي الفتاة بالتحرش بها لكن الكشف الطبي أكد عدم وجود أي تحرش وأن القضية مفتعلة من قبل أطراف مجهولة لإشعال فتنة طائفية».
وناشد حنا حسيب، وهو ناشط مسيحي، التعامل مع الواقعة على قدر الجرم الذي ارتكبه الشخص في حق الطفلة قائلا: «لا بد وأن نبتعد عن سياسة العقاب الجماعي ولا بد وأن يعاقب كل شخص على تصرفه».
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو