لماذا تدر شركة مثل زين , ملايين الدنانير من الأرباح سنويا , بالمقابل شركة مثل الملكية مازالت متعثرة ؟...لاحظوا مثلا المدير العام لشركة (زين) لم يظهر في حياته مرتديا ربطة عنق وبدلة فاخرة , كل الصور التي تعرضها زين لمديرها العام يظهر فيها إما مرتديا(تي شيرت) ...أو بنطال جينز , وأحيانا تشعر أنه قادم من (صبة ) ..ولكن من المستحيل في الأردن أن يظهر متصرف من القطاع العام دون ربطة العنق والبدلة الفاخرة , ودون الترتيب المعهود .
مدير عام زين أيضا , يأتي للشركة صباحا في الدراجة النارية التي يملكها ؟ بالمقابل جميع الشركات الحكومية , من المستحيل أن يأتي مديرها العام دون سائق وسيارة فاخرة ودون أن ينتظره مرتب العلاقات العامة كاملا .
لاحظوا أيضا مدير عام أيلة في العقبة المهندس سهل دودين , ومدير عام زين المهندس أحمد الهنانده , هؤلاء استطاعوا أن يحققوا نقلات هائلة عبر الشركات التي يديرونها , الأولى تتحدث عن رأس مال وموجودات بمئات الملايين والثانية تتحدث عن مليار دينار ...وهما نتاج عقلية (الحراثين) ...نفس اللباس , ونفس الشكل ..ونفس العقلية .
قصة زين وقصة أيلة , تحتاج إلى دراسة مستفيضة , كي ندرك مسألة مهمة وهي أن الاقتصاد ينجح حين يدار من قبل أشخاص , ليس لديهم طموح بتولي منصب رسمي , أشخاص يؤمنون أن خدمة المجتمع ...جزء من تفكير القطاع الخاص , زين مثلا تنفق الملايين على مشاريع المعرفة , وخدمة المجتمع ...وشركة أيلة من المستحيل أن يمر أسبوع في العقبة , دون أن يكون لمديرها جولة في المجتمع المحلي أو تبرع , أو دعم لمشروع ما .
حين نكتب عن الاقتصاد , علينا أن ندرك أن الربح والخسارة والنجاح والتعثر هو نتاج العقل البشري , فالتفكير المنطقي ينتج مؤسسات محترمة , بالمقابل في البيروقراط الرسمي ما زالت المركزية , تحكم عمل الشركات الرسمية , والتخبط صار جزءا من الأداء .
وفي النهاية , حين يدعى سهل دودين لجاهة , من الممكن أن يجلس في اخر صف ومن الممكن للهناندة , أيضا أن يتقبل قيام أحد المطاعم بالاعتذار له كونه لايملك حجزا. بالمقابل القطاع الرسمي , ما زال ينتج نماذجا تصر على صنع الهيبة قبل إنتاج الربح , وتصر على الصعود للوزارة , قبل صعود الشركة التي تديرها ...
في بلادنا حين تريد أن تكتب عن القطاع الخاص, عليك أن تنظر للإدارة قبل النظر للمشروع , وعليك حين تدقق في نموذج زين وأيلة , أن تدرك أن هؤلاء الشباب لايوجد في سجلاتهم طموح رسمي بوزارة , ولا يوجد ما يؤكد أنه عملوا في الحكومة .
الحكومة تستطيع في لحظة استنساخ نماذج مثل الهناندة ودودين , نماذج شابة مجردة من الصراعات السياسية , أو الطموحات الرسمية ..وتستطيع زرعهما في اقتصاد الدولة ...
ثمة أشياء في الأردن , ما زالت تدعوك لأن تنظر بعين الرضى لها ..بالرغم من كل هذا التعب الذي يسكن الوجوه.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو