لقد تحول الأردن بالفعل إلى غرفة عمليات، لا بل إلى مستشفى كبير يقدم الخدمة لمناطق واسعة مثخنة بالجراح. الحكومة العراقية تريد منه أن يدرب جيشها ليفوز في المواجهة مع تنظيم 'داعش'. والأكراد في كردستان تقدموا بنفس الطلب. والعشائر السُنّية العراقية تراهن على مساعدات عاجلة عن طريق الأردن، والذي بدوره ألح على الأشقاء العرب بتبني خطة لتسليح السُنّة العراقيين ليتمكنوا من صد تنظيم 'الدولة' في مناطقهم.
سُنّة سورية على الأجندة أيضا؛ طلبوا الدعم مرارا، ويبدو أن دورهم قد حان في معركة مقبلة من دون شك ضد 'داعش'. على الحدود مع سورية، لا يتوقف تدفق اللاجئين؛ جرحى يحتاجون العلاج السريع، ونساء وأطفال يبحثون عن مأوى في المستشفى الأردني الكبير.
أحدث نداء استغاثة جاء من اللواء خليفة حفتر. أنباء صحفية تقول إن الرجل قدم إلى عمان منذ أيام، يطلب المساعدة لحسم المعركة في بنغازي، والتقدم بعد ذلك صوب العاصمة طرابلس.
بعض دول الخليج لا يستغني عن الطواقم الأردنية؛ وجودهم ضروري للمحافظة على الأمن والاستقرار، وتأهيل المزيد للأيام الصعبة المقبلة.
ولا ننسى الداخل؛ إذ إن قاعات 'أمن الدولة' صارت غرفة عمليات؛ مجموعة 'متطرفين' تدخل، ومجموعة أخرى تخرج محملة بالأحكام. الطواقم كلها في حالة تأهب على الحدود الشمالية والشرقية، وعيونها في الشوارع ترصد حركة المشتبه فيهم.
ثمة جرحى كثيرون في الداخل يزاحمون على سرير أو حتى كرسي في المشفى الكبير.
الطواقم تعمل ليل نهار؛ مناورات، وتمارين عسكرية، وقواعد تفوق حركة الطيران فيها أكبر المطارات في العالم. طلعات جوية لطائرات التحالف، واستعدادات لمناورة كبرى في العام الجديد.
طالما تمتعت غرفة العمليات الأردنية، بجرّاحيها وفنييها، بالكفاءة والخبرة، فكانت محل اهتمام الجميع، يسعون إلى الاستفادة منها كلما واجهتهم المتاعب 'الأمنية' والاضطرابات السكانية.
في أروقة غرفة العمليات هذه الأيام حركة دؤوبة ونشطة، فطلبات المساعدة تنهال من جميع الأطراف. وفي أحيان كثيرة، تضطر الطواقم الأردنية إلى طلب الدعم من الأصدقاء الأميركيين، فهم أصحاب باع طويل وخبرة في علاج كل المكونات العراقية؛ سلحوا ودربوا، وأشرفوا على عديد العمليات الناجحة والفاشلة في بلد خضع لأكبر عملية في التاريخ الحديث.
غرفة العمليات الأميركية تمد يد المساعدة، وتعمل بنشاط في عمان، إلا أن الطلب على الطواقم الأردنية يظل هو الأساس.
لكن لكل مشفى طاقة على الاستيعاب، إذا ما تجاوزها فإن ذلك سينعكس سلبا على مستوى الخدمة. ولكم في المستشفيات الحكومية مثال.
والمشكلة أن متاعب الجيران والأصدقاء من حولنا مستمرة، ولا تلوح في الأفق نهاية لمعاناتهم. معنى ذلك أنهم لن يتوقفوا عن طلب المساعدة من غرفة العمليات، وسيدفعون بالمزيد إلى المشفى الأردني؛ تدريب وتسليح، وإيواء، وعمليات مشتركة تجريها طواقم من مختلف البلدان، وتأهب دائم لعربات الإسعاف.
وفوق ذلك شحّ في المساعدات؛ فالطواقم تعمل بأقل الإمكانات، والمراجعون في أغلب الحالات من المتطلبين بما يفوق قدرة الطواقم الأردنية على تلبية احتياجاتهم الزائدة.
كيف لمشفى واحد في منطقة تعج بالمصابين أن يتحمل كل هذه الضغوط؟ لا بد من غرف عمليات جديدة في المنطقة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو