الأربعاء 2024-12-11 01:42 م
 

الإسلام الغائب عنّا

07:35 ص

الذي حدث في سيناء أوّل أمس ليس مجزرةً فقط..! ما حدث يُعطِّل اللغات كلّها عن إيجاد الوصف ..! فالمشهد الذي تحوّل إلى تفاصيل صغيرة؛ كلّ تفصيل فيه بشهيدٍ كان على وضوء ..بشهيد كان آخر كلامه قرآناً ..و القاتل يتلو من ذات القرآن وهو يقتل ..! صورةٌ لا يمكن لعقل بشريٍّ مهما أوتي من عبقرية أن يستوعبها ..!

اضافة اعلان


لله درّنا (ما أرخصنا ..!) عند بعضنا ..لذا صرنا (أرخص وأرخص) عند الغير ..! إذا وصلنا حقدنا على أنفسنا إلى مساجدنا ..فأيّ إسلامٍ نرتجي ..؟ وأي أسلامٍ نتبع ..؟ وأي دينٍ سيحتوينا..؟!.


الشهداء الذي ذهبوا إلى ربهم؛ لا ذنب لهم سوى أنهم أرادوا إرضاء الله بصلاتهم في المسجد..و القاتلون يدّعون دائماً أنهم يريدون إرضاء الله ..! الشهداء يرتجون من الله المغفرة ..و القاتلون يرتجون منه المغفرة ..! الشهداء كلّ مطمح لديهم أن يرزقهم الجنّة ..و القاتلون يدعون ان غايتهم الجنّة ..! الشهداء ذهبوا إلى ذاك المكان كي تستريح أنفسهم بطقوس العبادة ..و القاتلون يهيأ لهم انهم ذاهبون إلى هناك كي تستريح أنفسهم في طقوس القتل التي يعتبرونها عبادة ..!.


مئات الأسئلة تتلبسنا و نحن نفكر في تفاصيل ما جرى و لماذا جرى وبأي حقٍّ جرى ..؟ القصّة أكبر من عقولنا على ما يبدو ..ومن يقول لك : الحقّ واضح لمن أراد فإنما يضحك على نفسه ..وقد ثبت بالدليل الدموي أن الإسلام الذي نريده هو الغائب الوحيد عمّا جرى ..! ثبتَ أن إسلامنا الذي (نهاهي و نزغرد له) لم يصلنا بعد ..وأن هذه الأمّة لم تنقسم إلى (بضع و سبعين شعبة) ..بل انقسمنا إلى (بضع و مليون شعبة) ..!


ما جرى في سيناء ..لا يجعلنا نشعر بخير ..ولا يجعلنا نؤسّس على أي شيء..فنحن الآن ضائعون و اختلافنا ليس رحمة ..بل زحمة و الزحمة هذه تؤدي إلى دمٍ و مشاهد أكثر من مروعة كالتي جرت في (بيت الله ) في بئر العبد في سيناء ..!
كن معنا يا الله ..كي نفهم فقط ..


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة