الحرية والكرامة أولى حقوق الشعوب على ولاة الأمور!

سميح علوان الطويفح - ما أجمل أن ننام ونحن مطمئنون بعد أن نودع أنفسنا إليه تعالى ليحفظها بما يحفظ به عباده الصالحين ، ونستذكر حمده وشكره الذي أمسينا به ، وما أجمل أن نستيقظ في يوم جديد مشرق ينبض بالحياة مستذكرين حمد الله وشكره جل وعلا الذي أصبحنا به تعالى ، فهو الله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ، وما ألَّذَّ الطعام والشراب الذي تيسر لكل منا بفضله تعالى ، فما أكرمك يا الله ! وما ألطفك يا لطيف ، فقد أكرمتنا إلهي بالأمن والسلام والطمأنينة ، وألفت النفوس والقلوب بالصفاء والوئام فنحن لك حامدين شاكرين غير ناكرين ، ولطفت بنا من عثرات الدروب وويلات الحروب ، ولطفت بنا من براثن الفتن ومصاعب المحن ، ولطفت بنا من مآسي القلوب ومن شقاء الذنوب فنحن لك إلهي أيضاً حامدين شاكرين طامعين بمزيد لطفك وكرمك يا كريم ، فكل شيء إلهي منك خير ونعم خير الخير الذي منك وحدك ، وما كان منا إلهي إلا السيئات والذنوب والخطايا ، وكنا الظالمين لأنفسنا وما يغفر الذنوب إلا أنت . فيا الله إنا توبنا إليك فتقبل توبتنا وإغفر لنا الذنوب وباعد عنا السيئات والشرور كما باعدت بين المشرق والمغرب .. اللهم آمين . اضافة اعلان


فإليك وحدك إلهي نشتكي ، فالشكوى لغيرك إلهي مذلة ، فالشعوب الشعوب يا الله هم من يرجون نصرك وهم الذين يقولون ما إلنا غيرك يا الله ، والشعوب دائماً هم الضحية ، وعبادك إلهي من شعوب الأرض الآمنين المطمئنين العابدين المخلصين ، وليس عباد من تكبر من الولاة والحكام والملوك والرؤساء والسلاطين ، عباد الله الواحد الأحد الذين آمنوا بالله الصمد وبملائكته المعصومين المسبحين الله بكرة وأصيلا وكتبه المنزلة ورسله الكرام وأنبيائه الصالحين واليوم الآخر والقدر بخيره وشره ، عباد لله وحده ليس بيدهم حيلة ولا قوة أصبحوا ضعفاء البصيرة ، بسطاء الحيلة ، فقراء إليه ، والذين أصبحوا الضحية في هذا العصر المتلون والممزوج بمختلف ألوان قوس قزح السرابية ، نرجو رحمتك يا الله ، ونطمع بفضلك الذي لا ينضب ، وبقدرتك التي لا تنتهي ، نقف ضارعين متوسلين نرفع صلاتنا وصيامنا ومناجاتنا ودعائنا وأيدينا نحن عبادك من الشعوب التي تطمع برحمتك وترغب بالعيش في حياة هادئة كريمة ، ملؤها الكرامة والحرية والحب والتسامح والإحسان ، سائلين عفوك ولطفك وكرمك ونصرك المؤزر وغوثك المعجل داعين بأسمائك الحسنى التي نعلمها وبأسمائك العليا التي لا نعلمها وبإسمك الأعظم يا ذا الجلا
ل والإكرام وندعو إليك فتقبل دعائنا فإنك قريب مجيب الداعي إذا دعاك :

-اللهم هناك عباد لك من الولاة والحكام ومن والاهم من بطائنهم وكتائبهم وأحزابهم وأتباعهم من البلطجية والشبيحة والزعران والسرسرية قد غرروا بشعوبهم ولم يعتبرون بمن مثلهم وعلى شاكلتهم وما آلوا إليه من مصير مظلم ونهاية مؤلمة قد آثروا الظلم والطغيان على على العدل والإنصاف بحق شعوبهم فكانوا حاقدين متكبرين مستبدين فاسدين في الأرض وشعوبهم منهم براء ، لقد دمروا الديار ، وقتلوا الأحرار ، وإستباحوا الحرمات ، وأزهقوا الأرواح البريئة ، وإغتصبوا النساء المؤمنات العابدات المحصنات ، وقتلوا الصغار قبل الكبار ، وأحرقوا المنازل والمساجد والأشجار ، حتى أنهم ذبحوا الطير والحيوان. اللهم لك وحدك نرفع أيدينا لتُريَّنا بهم عجائب قدرتك يا قدير ، وتقتلهم عددا ، وتفرقهم بددا ، وأن لا تغادر منهم أحدا.

-اللهم إنا نسألك بكل من جلبوا لنا الخراب والدمار أن تجعل تدبيرهم في نحورهم ، وأن تمزقهم كل ممزق ، وأرنا فيهم يوماً أسودا فإنهم أفسدوا وطغوا وتجبروا وتكبروا وعاثوا في الأرض الفساد .

-اللهم يا مُجري السحاب ويا هازم الأحزاب ويا خالق خلقه من تراب نرجو نصرك الذي وعدت على أولئك الظلمة والمستبدين والمستكبرين الشررة .

-اللهم أنصر عبادك المستضعفين ، المضطهدين ، المظلومين ، المقهورين ، المشردين ، والمهجرين في كل مكان وزمان ، فلا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك سبحانك الله ربنا ، وليس لهم سواك يا أرحم الراحمين .

-اللهم يا منزل الغيث ويا مجري السحاب ويا حي يا قيوم أنت أعلم منا بحالنا فعليك بمن ظلمنا وبمن أمر بالظلم والمنكر والطغيان ، وبمن يرينا بوجهه الحب والإخلاص ويضمر لنا بوجهه الآخر كل شر وحقد وخبث وعدوان ، وعليك إلهي بمن لم يأمر بالمعروف وبمن لم ينهي عن المنكر نسألك بأن تقتص منهم جميعاً وتجعل كيدهم في نحورهم فأنت القادر والمقتدر سبحانك إذا قلت للشيء كن فيكون .

-اللهم فرج همنا ، ونفس كربنا ، وإقض عنا حوائجنا وديننا ، وإشف مرضانا ، وإرحم موتانا ، وأهلك أعدائك وأعداء ملائكتك ورسلك وعبادك المخلصين فإنهم لا يعجزونك سبحانك إنك وحدك العزيز القهار الجبار المعز المذل .

-اللهم أحطنا بعنايتك الإلهية ، وأدخلنا في حصونك الحصينة ورعايتك الأمينة ، وأرزقنا الأمن والأمان والسلام والطمأنينة في كآفة دولنا العربية والإسلامية .

-ربنا وإصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ، وإنها ساءت مستقراً ومقاما ، ربنا وأصرف عنا السوء والفحشاء وإجعلنا من عبادك المخلصين .

-اللهم إجمع شمل عبادك المؤمنين الصالحين في كافة بقاع الأرض وأصلح لهم دينهم الذي هو عصمة أمرهم ، وأصلح لهم دنياهم التي فيها معاشهم ، وأصلح لهم آخرتهم التي فيها معادهم ، وإجعل الحياة زيادة لهم في كل خير ، وإجعل الموت راحة لهم من كل شر.

- اللهم أصلح ولاة أمور العرب والمسلمين في كآفة دولنا العربية والإسلامية وأرهم الحق حقاً وأُرزقهم إتباعا ، وأرهم الباطل باطلاً وأرزقهم إجتنابا ، وهيئ لهم البطانة الصالحة والحكيمة لما فيه خير للعباد والبلاد .

-وآخر دعوانا أن الحمد والشكر لله وصلى الله على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .

فستبقى الشعوب تدعو الله وترجوه دوماً حتى يزاح الظلم والظالمين وتنال حريتها وكرامتها ، ومهما طال الزمان أم قصر ستنال الشعوب يوماً ما الكرامة والحرية ' فالحرية والكرامة هما حقان للشعوب على ولاة أمورهم' بل ومن أولويات الحقوق للشعوب ' ولا بد للسحر أن ينقلب على الساحر ويقول من إستهان بكرامة الشعوب وحريتها والكافرين بما أنزل الله من حقوق للعباد على ولاة أمورهم يا ليتنا كنا ترابا ، حينها بئس مثوى الظالمين الذين تجبروا وتكبروا وأفسدوا وقتلوا وإغتصبوا في الأرض وكفروا بما أنزل الله لأن الحق سيظهر الله حتماً والباطل سيزهقه زهقاً كما جاء في كتاب الله وقرآنه الكريم قال تعالى (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ) صدق الله العظيم (سورة الإسراء الآية (81)) . وليتذكروا أيضاً المقولة المشهورة التي قالها أحد الخلفاء الراشدين وهو الخليفة 'عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه' والملقب بالفاروق 'متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا' .