الوكيل - اتسم عام 2012 بعدد قليل من الإنجازات الثقافية والأدبية، إذ شهد تراجعاً في النشر والإصدارات النوعية، وانعكس الحال على واقع الفعاليات في جميع حقول الثقافة التي غلب عليها انحسار الجمهور، وعدم تنظيم أنشطة ذات نوعية، كما لم ينل الأردنيون نصيباً كبيراً من الجوائز العربية المرموقة.
من جهة أخرى شهدت الساحة احتجاجاً ثقافياً هو الأول من نوعه، تمثّل بخروج الفنانين عن صمتهم، وتنفيذهم اعتصاماً دام ما يقارب الشهر, وانتهى بتوقيع اتفاقية تنص على عودة الإنتاج إلى التلفزيون الأردني, وصرف التأمين الصحي.
وشهد 2012 عودة مهرجان تايكي بعد غيابه في 2011 بسبب الظروف السياسية في المنطقة, ولاقى تنظيمه هذا العام نقدا لاذعا بسبب منع دخول الصحافيين قاعة توزيع الجوائز, على الرغم من دعوتهم لتغطية فعالياته.
معرض عمان الدولي الرابع عشر للكتاب، الذي انطلق في الخامس من أيلول الفائت, شهد نجاحاً من ناحية التنظيم, وأقيم خلاله عدد من الفعاليات الأدبية والأنشطة الثقافية, لكن أسعار الكتب المعروضة كانت مرتفعة قياساً بأسعار السوق, مما سبب إقبالا ضعيفا على الشراء.
وخسر الوسط الثقافي الأردني هذا العام ثلاثة من أبرز المثقفين, الشاعر حبيب الزيودي, الذي كتب العديد من الأغنيات الوطنية والوجدانية والقصائد المغناة, ومن مؤلفاته: 'الشيخ يحلم بالمطر', 'طواف المغنّي', 'ناي الراعي' و'منازل أهلي'.
وبعد أن قضى حياته في خدمة القضايا العربية والفلسطينية, رحل المفكر القومي والمناضل الشاعر ناجي علوش, الذي صدر له العديد من المؤلفات الشعرية والفكرية السياسية, منها: 'هدية صغيرة', 'الزهر والناي', 'نحو ثورة فلسطينية جديدة', 'الحركة القومية العربية', و'الديمقراطية: المفاهيم والإشكالات'.
ورحل المناضل بهجت أبو غربية, الذي كتب مذكراته في جزأين 'في خضم النضال العربي الفلسطيني' و'من النكبة إلى الانتفاضة'، وستعلن رابطة الكتاب الأردنيين إنشاء جائزة تحمل اسمه خلال الشهر الحالي.
في حديث مع الروائي والناشر إلياس فركوح, صاحب دار 'أزمنة' للنشر، أشار إلى تراجع النشر في الوطن العربي ككل لارتباطه الوثيق بحال المعارض والتسويق, ما ينطبق أيضا على الأردن, إذ حيثما كان الإقبال كبيرا على الكتاب والقراءة, كان هنالك نشاط كبير في حركة النشر.
وحول تأثير الربيع العربي على النشر في 2012, أكد أنه لم يكن عاما جيدا للكِتاب, حيث أثرت أحداثه على نسبة النشر والمبيعات، في الدول، التي شهدت تلك الثورات وانكشفت فيها عورة الاقتصاد, ما سبب في تراجع أولوية الاهتمام بالكتاب.
وأوضح فركوح أن السوق الأردني غير مختص بالكتاب, فهو مركز نشر لا مركز استهلاك, حيث إن قاعدة القراء الأردنيين قليلة مقارنة بالدول الأخرى, كما أنه غير متفائل بالأعوام الخمسة المقبلة, لأنها برأيه لن تشهد نهضة اقتصادية كبيرة وبالتالي لن تتغير الأحوال بالنسبة لحركة النشر.
بدوره، رأى الفنان التشكيلي غسان مفاضلة أن العاصمة عمان تشهد منذ خمس سنوات زخما غير مسبوق في حجم المعارض السنوية, تكاد لا تضاهيها أية عاصمة عربية, ورغم ذلك لم تفرز حالات متميزة على المستوى العربي والعالمي في هذا المجال خلال العقد ونصف العقد الأخير, فمعظم التجارب وأصحاب المعارض يتمركزون ضمن دائرة واحدة من خلال تجاربهم المألوفة لديهم ولدى محبيهم, ولم تتجاوز الإيقاع الاستهلاكي.
ونوه إلى أهمية صالات العرض ودورها بالتعريف بالفنانين وتجاربهم المميزة على المستوى العربي, وهذا لا يأتي إلا من خلال التنسيق والتشاور مع الفنانين, ومعرفة الجديد في كل ما يقدمونه من أعمال فنية.
وأضاف مفاضلة:' لا يوجد لدى الفنان قضية أهم من تقديم عمل بمستويات فنية جيدة, عدا ذلك تبقى قضايا هامشية, سواء من خلال التعليق المحلي والترويج للعلاقات والمردود المادي وهو يلعب دورا أساسيا ومغرياً لدى صالات العرض والفنانين, وهو من أهم الأسباب التي تدفع الفنان للعمل ضمن النطاق الاستهلاكي خاصة أن صالات العرض تقاسم الفنان مردود أعماله بنسبة 35% إلى 40% وهو أمر غير عادل.
وفيما يخص 2013 تمنى مفاضلة أن يتطرق الإعلام إلى المشاكل المتعلقة بالفنون البصرية والتشكيلية وظروفها الخاصة, إلى جانب تفعيل النقد والخطاب النقدي التشكيلي, الذي اعتبره شبه مغيب وغير فاعل على الإطلاق, إذ لا توجد هنالك نسبة وتناسب بين حجم المعارض والفعاليات الفنية وبين الدراسات النقدية والندوات والقراءات التحليلية, وكأن كل ما يقام من فعاليات يذهب أدراج الرياح, خاصة على مستوى التوثيق بشكل عام.
الصحافي والشاعر نضال برقان لفت إلى أن جل النشاطات الأدبية والثقافية اندرج في إطار ما هو عادي وتقليدي، في ظلّ غياب صارخ، و التي كان من الممكن أن تشتبك مع الراهن المحلي والعربي، وتداعيات ذلك الراهن على المشهد الثقافي المحلي.
وأضاف: 'كان ثمة مدينة للثقافة، مثلا، بيد أنها لم تستطع أن تترك أثرا مهما في الوجدان الثقافي المحلي، وكان ثمة مؤتمر وطني للثقافة، وقد خرج بجملة من التوصيات، سرعان ما تجاوزتها وزارة الثقافة، ليذهب المؤتمر وتوصياته أدراج الرياح.
وكان ثمة ما تمّت تسميته بـ'خطة عمل وزارة الثقافة لعام 2012'، حيث كانت أبعد ما يكون عن الواقع، معتبرة أن الثقافة تستطيع 'بما تمتلكه من الوسائل والأدوات أن تتصدّى لكثير من الأزمات والتحديات التي يواجهها المجتمع ويتعرّض لها'، وهذا كلام تعوزه الموضوعية، لافتقاره آليات وأدوات تحقيقه، بالإضافة إلى الإرادة الصادقة بطبيعة الحال، حسب برقان.
وختم برقان بالإشارة إلى رابطة الكتاب التي واصلت نشاطاتها بنكهة محلية، وأعلنت عن مشاريع 'كبيرة'، ذات طابع عربي، على غرار 'بيت الشعر العربي في الأردن'، بيد أن الانتقال من طور التنظير إلى طور التنفيذ لم يتحقق. وبالمجمل؛ فإن النشاطات الثقافية والأدبية التي شهدها الأردن خلال 2012 لم تستطع تقديم ما هو جديد، على صعيدي الشكل والمضمون.
العرب اليوم
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو