ثلاثة احداث كبرى وغاية في الخطورة ستحدث اعتبارا من الثاني عشر من ايار المقبل اي في اقل من شهر ، تشكل صواعق انفجار في مرجل الشرق الاوسط الذي وصل مرحلة الغليان منذ فترة طويلة في ظل ان العالم المتحضر الذي يمثل المجتمع الدولي لا زال يشيح وجهه الى الجهة الثانية ، في التراجيديا المتكررة والمركبة من عدم الاكتراث والفشل في معالجة قضايا المنطقة المزمنة التي طالما ولدت الازمة تلو الاخرى والحروب المتلاحقة التي حصدت الاخضر واليابس في منطقة الشرق الاوسط وخلفت الدمار والدم والالام والمآسي التي لا حدود لها.
الاحداث المتزامنة والمترافقة التي ستقع وبدأ العد التنازلي وصولا اليها هي حسب اسبقية التواريخ وليس
اهميتها كالتالي ففي الثاني عشر من الشهر المقبل موعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب بالغاء الاتفاق
النووي الايراني واعادة فرض العقوبات على طهران اذا لم يتوصل الحلفاء الاوروبين والدول الراعية للاتفاق الى تعديل الاتفاق ومعالجة ما يرى فيه ترمب انه اسوأ اتفاق في تاريخ الولايات المتحدة وبعد يومين من هذا
التاريخ في الرابع عشر من الشهر نفسه سينفذ الرئيس الاميركي قراره بنقل السفارة الاميركية الى القدس
ضاربا عرض الحائط بكل ادانات العالم ورفضه لهذا القرار الباطل كما انه بعد يوم واحد فقط في الخامس
عشر من الشهر ذاته ايضا تحل الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الاسرائيلي وما
سيرافق هذا التاريخ من احداث واصرار فلسطيني على حقوقه المشروعة الكاملة على ترابه الوطني واقامة
دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الاهمية فان تاريخ النكبة السبعين الذي سيصادف في الخامس عشر من الشهر المقبل هو سيكون
تاريخ مفصلي هذه السنة ، لان تطورات واحداثا كثيرة سبقته في هذه المرحلة ، كانت بمثابة صب النار على
الزيت المشتعل اساسا ، اذ كان قرار الرئيس الاميركي ترمب بنقل السفارة الاميركية الى القدس واعترافه
بالقدس عاصمة لاسرائيل بمثابة نقطة النهاية لما كان يسمى جهود السلام التي استمرت بلا نتيجة خلال
العقود الماضية ، كما ان الرئيس الاميركي تخلى بشكل عملي عن دور الوسيط التقليدي الذي مارسته
الولايات المتحدة في هذا الشان لسبعة عقود مضت وان كانت جهود منحازة الى جانب الاحتلال الاسرائيلي
وحكوماته المتعاقبة ، لكن الرئيس ترمب انهى المسالة مرة واحدة والى الابد واختار طرف الاحتلال الاسرائيلي ليقدم له كل شيء بلا اي مقابل في اخطر محاولات تصفية القضية الفلسطينية ام القضايا ومركزها في المنطقة والعالم.
وفي المقابل فان اليمين الاسرائيلي الذي يرى في الرئيس ترمب فرصة وهدية لا سابق لها ، ذهب الى مزيد من الصلف والعدوان ازاء الشعب الفلسطيني الى جانب المسارعة في اجراءات فرص الامر الواقع وخلق
الوقائع على الارض لانهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها وايضا الاجهاز على اي امل في احياء جهود السلام
، بخاصة ان الطرف الراعي الولايات المتحدة تخلت عن هذه العملية كما تخلت عن دورها التقليدي حيالها وهو
الامر الذي اوصل الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وغزة والقدس الى اسوأ الاوضاع السياسية والانسانية والاقتصادية ناهيك عن فقدان الامل والثقة في المجتمع الدولي لاحقاق حقوقه
المشروعة والاكتفاء بالاقوال وليس الافعال للجم الاحتلال الاسرائيلي وتركه منفلت العقال ليفعل ما يشاء
وهو الامر الذي يجعل تاريخ الخامس عشر من ايار هذه السنة موعدا لانفجار غير مسبوق لان ابناء الشعب
الفلسطيني الاعزل سيحاولون ارسال رسالة حق ومظلمة تاريخية سلمية الى العالم لكن اسرائيل ستواجهها بالرصاص ما يهدد بوقوع مجزرة غير مسبوقة لا احد يمكن له التنبؤ بتداعياتها والى اين ستؤدي
في قادم الايام القريبة.
وفي ظل هذا الوضع سيكون هناك صاعق اخر لتغذية الانفجار الكبير المتوقع والذي يبدو حتميا عندما ، لا
يستمع الرئيس الاميركي لاي نداء انما يصر على تنفيذ قراره بنقل السفارة الاميركية الى القدس متجاهلا
نداءات وادانات العالم بل وعزز طاقمه بصقور المحافظين مثل مستشار الامن القومي الجديد الى جانب ما
يسمى طاقم السلام وكلهم على يمين حكومة اليمين الاسرائيلية في الذهاب الى تصفية القضية الفلسطينية وعملية السلام مهما كان الثمن ومهما كانت العواقب ؟!
وفي التزامن سيكون هناك الصاعق الثالث لقنبلة الشرق الاوسط ، وهو القرار المرجح للرئيس الاميركي
بالغاء الاتفاق النووي مع ايران الموقع في 2015 ، برعاية اطار 5 زائد واحد ، في حين ان الجهود لا زالت حتى اللحظة غير قادرة على اقناع طهران بعدم استخدام الاتفاق كغطاء لتدخلاتها السافرة في المنطقة وتوسيع
نفوذها في دول المنطقة واشعال الازمات والحرائق ،في سوريا والعراق ولبنان واليمن اضافة الى المضي بكل
خطوات برنامج الصواريخ البالستية التي تزود فيها طهران مليشياتها في المنطقة للاعتداء على دول المنطقة في حين ان الدول الاوروبية كما هي دائما غير قادرة على الفعل والتاثير في الاتجاه الصحيح بل تبقى رهينة تطورات الاحداث ان تقع الازمات وتتطور الى صراعات وحروب وكلها لها امثلة ونماذج صارخة في الشرق الاوسط ومصير الاتفاق النووي مع ايران بات واضحا انه سيكون شرارة لاطلاق صراع واسع النطاق في المنطقة المتخمة بالحروب دون رادع او حل انما فشل تلو فشل للمجتمع والدبلوماسية الدولية يهدد السلم والامن الدوليين وليس نطاق المنطقة وحسب.
ليس هناك ثمة امل انه هناك من سيتحرك لوقف (رقصة الجنون والموت ) القادمة الى الشرق الاوسط خلال
اسابيع قليلة ، ومرة اخرى سيدفع الجميع الثمن في الوقت الذي ستبقى الاقوال هي السائدة انما الافعال
ستبقى للرصاص والطائرات والصواريخ واسلحة الدمار الشامل على حساب الانسانية والحقوق والمظالم
التاريخية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو