الجمعة 2024-12-13 04:45 م
 

العودة إلى البدايات!

08:21 ص

بعد عامين على الثورة المصرية, تجد مصر أنها مدعوة الى ثورة أخرى.. أو ثورة مضادة. فالمصري العادي لا يجد أن تغييراً حقيقياً حدث بعد سقوط عهد حسني مبارك. واذا كان عالم السياسة يطالبه بالصبر على النظام الاسلاموي لسنوات اخرى حتى يثبت نجاحه من فشله, فإن أحوال مصر السياسية والاقتصادية والثقافية لا تشعر أنها ملزمة بالصبر على نظام يحاول السيطرة على كل شيء خلال اشهر. ويحاول تكييف الدستور والقوانين والحريات العامة بحيث يبقى الى الابد!! فالمرشد في الدولة الشيعية يحكم بأمر الله.. لا ينتخبه أحد, ولا حد زمنياً لولايته. والمرشد الاخواني لا يقل في الدولة السنية عن الحالة ذاتها!! فالفكر الديني مسيحياً كان, أو مسلماً, أو بوذياً ليس معنياً بالشرعية الدستورية, طالما أن شرعيته الهية!اضافة اعلان

الحكاؤون هذه الايام, مغرمون بعلم الكلام المستحضر من ألف عام. فقد سمعنا مثلاً أن ثورة الربيع لم تكتمل. وان الثورة تم اختطافها, وأن هذا الذي يجري الان بالمسرح ذاته والشعارات ذاتها, والمليونيات ذاتها هي الاستكمال الطبيعي للثورة أو اعادتها الى أحضان الجماهير وهناك من اهل المال يتحدثون عن الثورة المضادة بعد أن تجمع اليسار والناصرية والليبرالية في جبهة واحدة. لكن مصر هي الان ضحية كل هذه الانماط.. فالجميع يتحدث عن الثورة, لكن كل فريق له تعريفه وتفسيراته المختلفة!!
نزل الجيش الثاني الى اكبر مدن قناة السويس وحاول فرض النظام بمجرد حضوره دون استعمال اسلحته, ومجلس الدفاع الاعلى ويترأسه رئيس الجمهورية يتشاور في اعلان حالة الطوارئ.. لكن هناك خشية عظيمة من الدخول فيها.. فالجيش اذاً اصبح وجوده في السلطة ضرورة, واذا قبله الناس على أنه صانع الاستقرار ولقمة عيش الجماهير. فإننا نعود الى ثورة يوليو مرة اخرى. وهي ثورة لم تنجب ناصر وحده وانما انجبت السادات ومبارك!
لا نصدق أن التاريخ يعيد نفسه, لكننا نعتقد أن الظروف ذاتها تطلع النتائج ذاتها!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة