الخميس 2024-12-12 05:04 م
 

الفضائيات والحرب الإعلامية

10:36 ص

لا يوجد في عالم اليوم إعلام محايد ، ولكن هناك إعلاماً يأخذ ببعض شروط الحياد لمجرد تمرير ما يرغب في تمريره لغاية في نفس يعقوب.اضافة اعلان

وهناك محاولة للتمييز بين الحياد والموضوعية في الإعلام ، بمعنى أن وسيلة الإعلام تستطيع أن تخدم غرضها السياسي دون أن تكذب ، عن طريق الانتقاء الذكي ، بحيث تقدم ما يناسب سياستها وتلقي عليه الضوء ، وتتجاهل ما لا يناسبها بحجة أن وسيلة الإعلام لا تستطيع أن تغطي كل الأخبار والأحداث.
مر وقت كنا نثق فيه بإذاعة بي بي سي العربية ونعتبرها نموذجاً للحياد والموضوعية ، ولكنها للأسف تخلت عن هذه الخصائص ، وأخذت تنافس الجزيرة في الحملات والأخبار والتعليقات الموجهة بطريقة مكشوفة.
يستطيع المستمع العربي بمجرد الاستماع إلى نشرة أخبار واحدة أو برنامج رأي أن يحدد بوضوح الموقف السياسي لكل فضائية ، والجهـة التي تروّج لها ، والجهة التي تحاربها:
الجزيرة مثلاً ضد ثورة 30 حزيران في مصر وضد النظام السوري ، والعربية تؤيد ثورة مصر وتقف ضد النظام السوري ، والاغرب من ذلك أن أشد الفضائيات عداء للنظام السوري ليست الفضائيات العربية التي نعرف أنها تخدم سياسات ومواقف حكوماتها ، بل إذاعة وتلفزيون بي بي سي من لندن التي كنا نظن أنها ليست طرفاً في أي صراع.
تسمع أخبار سوريا فلا تجد عند البي بي سي سوى أعمال القتل والتدمير منسوبة إلى قوات النظام أو القوات الحكومية ، وكأن خمس عشرة منظمة إرهابية تعمل في سوريا توزع الورود على أبناء الشعب السوري.
بي بي سي أصبحت البوق والناطق الرسمي باسم ما يسمى المرصد السوري لحقوق الإنسان ، المكون من رجل أفـّاق يعيش ويعمل في شقة في لندن ، ولا يملك سوى هاتفٍ وكمبيوتر وخيال واسع ، ويزود بي بي سي بتقاريره اليومية المصنـّعة التي تقدمها الإذاعة والتلفزيون البريطانيان على أساس يومي مع إضافة ورقة التين التي تقول: لم يتسنَ لنا التأكد من صحة هذه الاخبار من مصدر مستقل ، فإلى متى تظل الإذاعة المحترمة تعتمد على هذا المصدر المنحاز وغير المستقل الذي يقدم أخباره المختلقة باتجاه واحد مكشوف.
من المؤسف والمحزن أن وسيلة إعلامية عريقة كانت تتمتع بسمعة وثقة المستمع العربي تتخلى بهذه السهولة عن حيادها وموضوعيتها ومصداقيتها ، وتصبح مجرد أداة سياسية تنفيذية.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة