مدٌّ بشريٌ أنثويٌ بغالبه استنسخ نفسه في بيت الدين هذا العام كما سبقه من أعوام، محوّلاً أمسية الفنان العراقي كاظم الساهر إلى تظاهرةٍ جماهيريةٍ عاشقةٍ، مكللاً المكان عرشاً للرومانسية. على مدى ساعتين وربع دون انقطاع أطرب قيصر الغناء العربي جمهوره العريض الآتي من عدّة مناطق لبنانية ومن دول عربية، وبحنجرته الأسطورية وأدائه الراقي مجّد الحب والفرح والعشق، فوصلت أصداء قصائد نزار قباني لتلامس نجمات السماء وتقبّل عاشقات الأرض.
أنّها التاسعة مساءً من الأمسية الأولى لكاظم الساهر، الحفل تأخر بعض الشيء فالحضور كبير والبعض لم يصل بعد، وما إن أطلّ الفنان الساهر على خشبة المسرح حتى وقف الجمهور وعلا التصفيق، وبات الكل يردد 'كاظم ..كاظم'. بابتسامته الخجولة وصوته الموسيقي رحب بجمهوره 'أروع المسارح مسرح بيت الدين، جمهور راقي وأنا أحبّكم كثيراً، شكرا للتنظيم الرائع في بيت الدين 'كلمات قالها الساهر وكانت كافية لتلهب المكان بالتصفيق وعبارات الإعجاب. أما المتأخّرين فكان عليهم الإنتظار على الدرج الذي يوصل بهم إلى مقاعدهم إلى حين انتهاء الأغنية خوفاً من إزعاج الحاضرين.
البداية من 'رسالةُ حبٍ صغيرةٍ ... لن تصبحي كبيرةً إلّا بحبي الكبير' اختارها من ألبومه ' كتاب الحب 'من ألحانه وكلمات نزار قباني. باقة من أجمل أغنياته قدّمها للجمهور المتعطش لفنّه ،جمهور لا يكتفي راح يطالبه بالمزيد،فتجاوز الحفل الوقت المخصص. حاول كاظم تلبية طلبات عاشقيه، أحداهنّ أوصلت صوتها إلى مسمعه' أكتب من بيروت يا حبيبتي حيث المطر'، لبّى كاظم الطلب وبدأ ينشد أغنية 'بريد بيروت' ليكتشف أنّ الفرقة لم تحضّر النوتا، فالأغنية ليس في قائمة البرنامج 'ورطّينا ما معاهم النوتا، أحاول أن أرضيكم، انتم غيرتم كلّ البرنامج'.
على طريقته وبأدائه الرائع ألقى الساهر بعض القصائد قبل أن يقدّمها غناءً، فزاد من سحرها، ولم يتأخر بتقديم أغنيته الجديدة 'كوني امرأة خطرة، كوني القسوة كوني النمرة، لفّي حولي كي أتحسس دفء الجلد وعطر البشرة... كوني سيفاً يقطع ،كوني صيفاً إفريقياً.. غني ارقصي عيشي جنّي، إني أنزف حبّاً'.
'شؤون صغيرة هي أيضاً اغنيتي الجديدة من كلمات نزار قباني'، ولكنّ الجمهور يريد سماع الأغاني القديمة. فكان له ما أراد 'لجسمك ُعطرٌ خطير النوايا به تتجمع كلّ الأنوثة وكلّ النساء'. أحدهم يطالب بأغنية 'يا مستبدّة'، يجيبه الساهر، 'إنت جنب حبيبتك .. ويا مستبدة!'. جمهورٌ يتحول إلى كورال وبأحاسيسه تفعل 'زيديني عشقاً' فعلها، ليردّد معه 'يا من أحببتك حتى احترق الحب احبيني.. من أجلك أعددت رثائي وتركت التاريخ ورائي وشطبت شهادة ميلادي' لتنافسها أغنية 'عيد العشاق... مبحر في زمن الحب ..معتقل بين عينيكي ولا أطلب أن اتحرر 'فتتغلب على الإثنتين 'هل عندك شكّ أنّك أحلى وأغلى امرأة بالدنيا'.
للون العراقي حصّةٌ كبيرة ، فالجمهور العراقي يلوّح لابن بغداد بعلم بلاده 'عيد وحب هاي الليلة الناس معيدين.. اسمع لغة الحبايب أشكال ألوان'، 'هذا اللون عليك يجنن يشبه لون عيونك' جنّنت الجمهور. وكذلك للبنان حصة 'يا رايحين لبنان ودي لحبيبي سلام، قولوا له من الساهر لعيونك أحلى كلام' والجمهور يتفاعل ويرددها وقوفاً وتصفيقاً.
أمّا الختام فمسك مع أغنية عشقها جمهوره ' قولي أحبك كي تزيد وسامتي ...سأغير التقويم لو أحببتني أمحي فصولاً أو أضيف فصولاً وأقيم عاصمة النساء بديلا' ...' شكراً جزيلاً بحبكن بحبكن 'قالها كاظم قبل أن يترك الحشود المأخوذة بثلاثية الساهر من كلمات وألحان وأداء.
قبل ساعات من موعد الحفل وصلوا إلى بيت الدين وهم الذين اختبروا الزحمة التي تترافق مع حفل الساهر في الأعوام الماضية، المواقف المخصصة للمهرجانات المعروفة بموقف الجيش وقصر 'الأمير أمين' لم تعد تتسع ،فعمد العشرات إلى ركن سياراتهم في أماكن بعيدة عن المواقف في محلة دوار بعقلين . بالآلاف ملأوا ليس فقط كل كراسي المهرجان بل أنّ بعضهم احتشد في بهو القصر وعلى شرفاته، وفي الخارج في بيت الدين التحتا والفوقا خرجت الناس من منازلها واحتشدت على الشرفات والردهات ،فصوت زائر بيت الدين يصدح في الأرجاء ،وعشقه الطليق يصل إلى مسامعهم.
أمسية الساهر الساحر في بيت الدين لا تشبه سواها،وهو ضيفُها الدائم للسنة التاسعة ،وصانعُ ليالٍ ينتظرها محبّوه كلّ عام ،لم يرتوِ جمهوره بعد، هناك حشد آخر يلقاه في أمسية السبت ،يتهافتون على حجز البطاقات خوفاً من نفاذها، لا يتركون كرسياً واحداً لغافلٍ عن حجز مسبق، فيتسببون بأزمة تذاكر، هناك العشرات ممن أرادوا حضور حفله في بيت الدين ولم يتمكنوا وذنبهم أنّهم لم يحجزوا بطاقاتهم باكراً.وها هو فنانهم الفريد يثبت لهم وللجميع أنّ الجمهور يعشق الفن الراقي ويتذوقه ولا يريد سواه.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو