الخميس 2024-12-12 01:41 م
 

.. بركتا جرش وذكرى معسكرات العمل!

07:36 ص

ذكرني الحديث عن موقع البركتين في جرش، وأحوالهما المزرية نتيجة كميات الزبالة التي تمَّ القاؤها فيهما، والطحالب، وانجراف التربة عليهما، بأيام معسكرات الحسين للعمل في مطالع الستينيات حيث قام الشباب بتنظيفهما.. وتابع سلاح الهندسة في القوات المسلحة العمل الشاق الطويل.. فانجلت أمامنا، وقتها، سحر البركتين.. وسحر المدرج الذي كان مع احتفالنا وبالربيع.. وقد اكتشف الناس وقتها ان هناك ينابيع غزيرة في قاع البركتين وكان ماؤها يجري سلسبيلاً منها إلى وادي جرش!اضافة اعلان

الشباب الذي «طش جوا الاردن» من جامعة البلقاء التطبيقية، ورافقهم عدد من العائلات لاكتشاف جماليات الأردن في الكورة.. توقفوا عند بركتي جرش الاثريتين، وشاهدوا الحالة المزرية لهذا الكنز المائي والجمالي.. وربما تذكروا سواليف آبائهم الذين شهدوا معسكرات العمل.. وتذكروا وصفي التل. هؤلاء مدعوون ليس الى اكتشاف جماليات الاردن, وانما الى بعث معسكرات العمل واعادة تنظيف بركتي جرش, واقامة احتفاليات الربيع كما احتفل اجدادهم قبل سبعمائة عام.. فالاردن الجميل ليس مسرحاً نلقي في عشقه الشعر, والكلام الجميل وانما هو وطن يجب صيانة موجوداته التراثية والافادة منها.. فنحن نحافظ على اثار جرش ليس لجمالها فقط, وانما لانها تستقطب ملايين السواح وتؤسس صناعة السياحة في البلد الجاف الفقير. والبركتان في جرش جميلتان فعلاً لكن الماء الذي يتدفق منهما هو ايضاً ثمين ويستحق الحفاظ عليه, نقياً نميراً يسقي بساتين وخضار جرش وشجرها وناسها!
تعالوا يا طلاب الاردن لنطالب باعادة معسكرات العمل وحشد عشرات الالاف من شبابنا للعمل على تخضير الجبال، ونظافة المدن والقرى، وصيانة مائة ألف موقع اثري لا تستطيع الدائرة المظلومة بميزانيتها القميئة حراسة وحماية هذه الثروة التي يسطو عليها حرامية النهار والليل.. الباحثين عن الذهب مخربي الآثار! فقد فقدت التظاهرات معناها حين بعض السياسيين!
.. صور قديمة جميلة مرّت أمامي وأنا اقرأ عن سياحة طلابنا في الكورة. نتمنى ان تعود إلى حياتنا الفارغة التي صارت: أسعار البنزين وخطوط الحرم الحمراء، والتظاهر في الشوارع قصتنا اليومية!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة