الوكيل - ستة وستون عاماً انطوت على ذكرى النكبة الأليمة، ولا تزال فصول المؤامرة تستهدف شعبنا عبر محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وإسقاط حق الشعب العربي الفلسطيني في العودة والتنازل عن ثوابته.
سنواتٌ أليمة مرّت على الفلسطينيين كانت شاهدةً على صور ومشاهد المأساة الإنسانية التي تجرّع مرارتها الجماهير الفلسطينية تشريداً وعدواناً في مجازرَ إبادةٍ جماعية.
واليوم يواصل الكيان الصهيوني عدوانه وحربه الشاملة ضد الإنسان قتلاً وحصاراً، وضد الأرض مصادرةً وتكريساً للاستيطان العنصري، وضد المقدسات تهويداً، وخطفاً لتاريخها وحضارتها.
سنواتٌ كأداء مرت في ظل تصعيد العدوان ضد مدينة القدس، وفي ظل الخطر المتصاعد على المسجد الأقصى الذي يخطط الاحتلال لهدمه، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
إن النكبة ليست ذكرى مرت وانتهت، ولم تكن جريمة استهدفت اللاجئين فحسب، فالنكبة هي سياسة إجرامية وجريمة مستمرة منذ عقود يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني كله ضريبة الانتماء والهوية دماً وأشلاءً وتشريداً ومعاناة.
ان نكبة التشريد والمجازر لا زالت ماثلة وقائمة في مسلسل الاستيطان في الضفة والتهويد والتهجير في القدس المحتلة ومشاهد القتل التي تتراءى يومياً بفعل الاستباحة المستمرة للأرض والإنسان. وهي جريمة متواصلة بحق آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، وبحق المحاصرين في غزة وكانتونات الضفة وبحق المهجرين في الشتات ومخيمات اللجوء.
إن القبول باستمرار المفاوضات العبثية يعني عملياً إسقاط حق العودة، ولذلك يجب أن نواجه مشروع التسوية السياسية لأن كل تفاصيله مأساوية تولدت عن نهج 'اوسلو' المأساوي الذي شكل ضربة لكل أشكال النضال والكفاح الوطني ورهن القضية لسنوات طوال تحت رحمة المفاوضات التي يعاد اليوم إنتاجها بالطريقة نفسها التي أسرت القضية الفلسطينية لسقف التنازلات.
إن حق العودة حق مقدس، لا يسقط بالتقادم ولا تلغيه القرارات إياً كان مصدرها. ونؤكد على تصميم الشعب الفلسطيني على تطبيق حق العودة باعتباره حقاً طبيعياً وتاريخياً، وتعبيراً عن صلة أبدية بين الإنسان الفلسطيني وأرضه وبيته وبيئته الأصلية.
اننا نعتبر التوقيع على اتفاق المصالحة في غزة بالهدية العظيمة للشعب الفلسطيني في ذكرى مأساته، لان اتفاق المصالحة خطوة مهمة لترسيخ الوحدة الوطنية على الثوابت الفلسطينية، والطريق الصحيح للنهوض بالوضع الفلسطيني ومواجهة الاحتلال ومقاومة مشاريعه الاستيطانية،
ان المستقبل الوطني لا يمكن له أن يتحقق إلا بوجود الإستراتيجية التي يجمع عليها الشعب وقواه الوطنية، فهي وحدها الضمان لتحقيق عوامل وأهداف المستقبل الوطني، عبر الرؤية الوطنية الواحدة في القضايا الجوهرية، إستراتيجية فلسطينية مقدمة لإستراتيجية عربية جامعة وجديدة، في آلية عدم تجدد الخلافات الداخلية، وفي مقدمتها قضية حق العودة، ودحر الاحتلال .
ونؤكد على ضرورة حشد كل الجهود الوطنية والقومية، والإجماع على إستراتيجية عربية موحدة ملزمة، تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، والخروج من التذرع بالخلافات والانقسامات والتنازعات على حساب المصلحة القومية العربية الجامعة، وعلى حساب استكمال برنامج التحرر الوطني والكرامة الوطنية والقومية.
وندعو إلى جعل ذكرى النكبة دافعاً إلى العمل بكل الجهد من اجل تعزيز الوحدة الوطنية والبدء بتجسيد المصالحة على الأرض وإزالة كل نتائج الانقسام وإفرازاته والخروج ببرنامج وطني يجمع عليه الشعب الفلسطيني ويوفر أفضل الظروف لتعزيز صموده وتهيئة الظروف أمام امتنا العربية لتقديم كل الدعم والإسناد للنضال الفلسطيني باعتبار ذلك هو المدخل الحقيقي للدفاع عن الأمة وتوفير أفضل الظروف لإعادة نهوضها ووحدتها وتماسكها.
كما ونطالب بتوحيد كل الجهود لدعم صمود اللاجئين في المخيمات وتحسين ظروفهم الحياتية من خلال مطالبة وكالة الغوث الدولية بتحمل مسؤولياتها، وزيادة خدماتها، وتحسينها في كافة المجالات
إننا في حزب الحركة القومية ، وإذ نستحضر هذه الذكرى الأليمة التي ألمت بالشعب الفلسطيني ولا يزال يعاني ويعيش فصول مرارتها وويلاتها منذ عقود وحتى اللحظة، نؤكد على ما يلي:-
أولاً: النكبة ليست مجرد ذكرى أليمة، بل هي جريمةٌ صهيونية متواصلة، لا تزال ماثلةً أمام العيان، نتراءى تفاصيلها كل لحظةٍ مع اشتداد هجمة التهويد، واستعار المد الاستيطاني في القدس وسائر أرجاء فلسطين .
ثانياً: نجدد تمسكنا بأرض فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر حقاً كاملاً غير منقوص، وبمشروع المقاومة كضمان للتحرير والاستقلال. ونشدد على أن العودة حقٌ متجذر في الفلسطينيين، لا تنازل عنه مهما بلغ حجم المؤامرات والخطط الرامية للالتفاف عليه.
ثالثاً: نؤكد رفضنا التام لمشاريع التفريط والتنازل ومشاريع التسوية والتي تريد تكريس الاحتلال واستمرار تمدده على الارض فلسطين.
رابعاً: إن قناعتنا الراسخة ببطلان وجود الاحتلال وبضرورة مقاومته ومجابهته بكل السُبل والوسائل المتاحة ستبقى الدافع بالعمل على ضربه، وعدم السماح له بالاستقرار، ومهما كان حجم التضحيات فإنه يبقى هيناً أمام القيام بهذا الواجب والحق الذي لا انفكاك عنه حتى استعادة الاراضي المغتصبة.
خامساً: فلتتضافر كافة الجهود، وليتواصل العمل على مجابهة كل السياسات الهادفة إلى تكريس وجود الاحتلال، وتحصين الوعي العام بالحقوق والثوابت الوطنية، والأولويات العليا للشعب العربي عامة والشعب الفلسطيني خاصة لا سيما في ظل ما يتعرض له من سياسات تضليل هدفها تزييف التاريخ، وتغيير الجغرافيا، وتحوير المفاهيم، وقلب الحقائق.
سادساً: نرفض وندين كافة اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
التحية لجماهير شعبنا الصابر المرابط على أرضه المحتلة، ولأولئك القابعين في مخيمات اللجوء والشتات ..
التحية لأرواح الشهداء الأبطال، ولأسرانا البواسل، والتحية موصولةٌ لأحرار أمتنا، وقواها الحيّة الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة .
المكتب السياسي
15/5/2014
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو