الخميس 2024-12-12 11:55 م
 

جولة في صور المرشحين

10:16 ص

جولة في الشوارع كفيلة بتقديم صورة واضحة عن الشكل الحاضر للانتخابات القادمة ,او كما هي الصورة اصلا في عقول عشرات الطموحين باضافة ميزة سياسية الى ميزتهم الاقتصادية ,الصور الملونة تعكس سعة وملاءة مالية خاصة عندما تتزامن هذه الحملات مع دعوات وفتاوى لمنع الاتجار بالاصوات وعدم استغلال فقر الاردنيين لأي سبب كان .اضافة اعلان

فالانتخابات فرصة قد تستغل لتمارس فيها اسوأ اشكال الانتهازية السياسية ,ولكنها ايضا فرصة لرد الكرامة والمساهمة في عملية التغيير والثأر المشروع عبر صناديق الاقتراع .
واذا كان حجم المشاركة سوف يقرر حجم التغيير وفق الرؤية الملكية لدور البرلمان في المرحلة القادمة , فإن نوعية المشاركة سوف تعكس شكل ونوعية العمل البرلماني , فلمن يعطى الصوت هذه المرة ؟ لاصحاب الصور التي تتكرر في كل انتخابات ام لغيرهم ممن لم يمنحوا فرصة اختبارهم في مواقع المسؤولية ولا نعرف من قدراتهم غير الطموح للوصول الى النيابة وتمثيل الناس ..!
كثيرة هي الصور ولامعة بعض الاسماء , وفي المعظم مكررة حتى اللقطات التصويرية للوجوه المبتسمة, وقد حرص الكثيرون على اعادة نشر صورهم القديمة مذيلة بنفس العبارات التي خضعت قبل هذه المرة مرات لحكم الاردنيين, ربما لغايات توفير المال والجهد وكسبا للوقت, وربما لرغبتهم الظهور أكثر شبابا مما يتوقعهم الناس وأكثر حفاظا على المبادئ والثوابت .
ثمة دلالة أخرى يجب أن نأخذها بعين الاعتبار ,فهذه الانتخابات مميزة بكونها تكسر حاجز التردد ممن لديهم رصيد محترم من الشعبية وغيبوا في جميع الانتخابات السابقة, والسبب ضمانات النزاهة الكثيرة والقوية ,فهذه المرة لن ينجح الا من ينتخبه الناس حتى لو لم تكن رغبة الحكومات او غيرها من مؤسسات الحكم .
وميزة أخرى وهي ان هذا الحراك الانتخابي النشط , اطاح بالمقاطعة وبطموحات دعاتها وفي نيتهم افشال البلد وتوجهات الشعب نحو التغيير ولو بخطوة متواضعة لاثبات الذات ورد الاعتبار بعدما عاث بعض المتنفذين في قدسية التصويت وخيارات الناس وقلبوا الحقائق رأسا على عقب,لكنها خطوة مهمة رغم تواضعها وهي الحد الفاصل بين زمنين ,زمن البرلمانات الخاضعة للحكومية والبرلمانات المستقلة كاملة الهيبة والقادرة على مراقبة الحكومات واخضاعها عندما يقتضي الامر .
شعارات كبيرة تصفعها رياح كانون في عمان ,لكنها تبقى في اطار المؤمل والممكن على عكس ما كانت عليه الحال في الانتخابات الماضية وهذه دلالة أخرى تضاف الى ميزات الانتخابات القادمة ,فلا وعود بلا سند منطقي يحميها لدى الناخبين المتوهجين غضبا على ما كان وشغفا بالتغيير ,ولا نفاق كما تعودنا وخبرنا ,فما يقدمه نواب المستقبل شعارات حذره ليس من بينها شعارات سياسية تتجاوز حدود الاردن وصولا الى لواء الاسكندرونه وامجاد اسبانيا ,وليس من بينها ما يوغل في المناطقية والعشائرية الضيقة فالكل يريد ان يكون نائب وطن .
ملاحظة أخيرة في هذا المقام ,وهي ان البعض اعلن عن انتهازيته المبكرة لاستغلال حراك الشباب الاردنيين الطموحين بالتغيير وبالاصلاح وبمحاربة الفساد ,فكما توقعنا من قبل جرى ركوب موجه الحراك واستغلاله لتحقيق مكاسب انتخابية انانية وتحصيل شعبية غير واردة بالحسبان اصلا لمن قرر انه حراكي معارض وعينه على البرلمان بعدما ملأ الدنيا صياحا وتشهيرا بكل منجز تشريعي حققه هذا البلد في سنتين وعلى رأس هذه التشريعات قانون الانتخاب ,هذا هو الاستغلال بعينه وهذه هي الانتهازية في اقبح صورها . وللحديث بقية


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة