الجمعة 2024-12-13 10:28 ص
 

حرائق الغابات .. أبطالها باحثون عن الكسب الحرام في ظلمات الليل

09:46 ص

الوكيل- أيادٍ آثمة تمتد الى غاباتنا بعد أن حولتها إلى بقعة سوداء تنبعث منها رائحة الموت. فمن المسؤول عن حماية الغابات من أشجار حرجية وأعشاب وغطاء نباتي, وغاباتنا تتحول للون الاسود .اضافة اعلان

السكان المجاورون لتلك الغابات التي تحترق يقولون إن معظم المسببات لهذه الحرائق مقصودة ومفتعلة من قبل الباحثين عن المال الحرام من خلال بيع الاشجار حطبا أو تملك الاراضي بعد أن تزول عنها صفة الحرجية.
ويقولون إن هنالك من يسعى في ظلمة الليل لإحراق الغابات من أجل التحطيب و تحقيق مكاسب مالية ، إنهم باحثون عن الكسب الحرام .



منذ زمن بعيد ونحن نطالع الموضوع تلو الآخر والتصريحات النارية تلو الأخرى حول اهمية الاهتمام بالغابات الشحيحة في اردننا ، مثلما تؤشر الدوائر المعنية في القطاع الزراعي والحرجي على مكامن الخلل في حرائق الغابات ، ورغم كل ذلك فإننا نشاهد كل يوم المزيد من الحرائق والمزيد من هدر غاباتنا واحالتها الى رماد .
أكثر من (3200) حادث حريق لإعشاب جافة وأشجار حرجية ومثمرة منذ بداية العام الحالي ولا تزال الحوادث تتكرر والثروة الحرجية تتناقص والحلول غائبة بحسب احصائية الدفاع المدني. وبينت إحصائية إدارة العمليات في الدفاع المدني أن حرائق الأعشاب الجافة والأشجار الحرجية والمثمرة كانت النسبة الأكبر بين أنواع الحرائق حيث بلغ عددها (3200) حادث حريق لإعشاب جافة وأشجار حرجية ومثمرة منذ بداية العام.
مضى ثلثا هذا العام وكانت ارقام الاشجار المحروقة مذهلة تجاوزت خمسة آلاف شجرة بين حرق كامل او نصف حرق من غاباتنا في دبين وعصفور وسوف وساكب وغيرها ، ولم تقتصر الخسائر هنا على الاشجار وحدها ، فمدير دفاع مدني جرش المقدم محمد المومني يقول ان الخسارة الكبرى في حريق الاشجار المعمرة من السنديان والصنوبر الحلبي وغيرها من اصناف الاشجار لكن هناك خسائر اخرى وهي الكلفة المترتبة على اطفاء الحرائق والتي تستنزف من خزينة الدولة والتي يدفعها المواطن الاردني .
ويضيف المقدم المومني والألم يعتصره بسبب المشاهدات التي تتكرر بين اليوم والآخر على البساط الاخضر الذي تحولت أجزاء واسعة منه الى رماد وصحراء تذروها الرياح .
نتحدث عن الشجرة ونتغنى بفوائدها ولكن كل ذلك ينحسر امام اول اطار يشتعل وتتم دحرجته من اعلى جبل الاقرع في دبين ليصل قعر الوادي تاركا النيران والشظايا المتطايرة منه تلتهم الاشجار من حولها ، والى ان يتم الاخبار عن الحريق ووصول الاطفائيات والعمل على الاطفاء يكون كل شيء قد انتهى ، ويسجل الفاعل ضد مجهول وما هي الا ايام قليلة لتعود الكرة مرة اخرى مع حريق جديد وهدر غابة جديدة .
وفي البيانات فإن الزراعة لا تستطيع ان توفر طوافا عند كل شجرة وهذا صحيح ، فالضمائر اصابها التلف والخوف من العواقب ويجعل ممن يشاهد الفاعلين يدير ظهره لهم ويقول « مش شغلي « ، والسؤال: لماذا لا نجند كل وسائل الكشف عن الجريمة لتحديد هوية الفاعلين وايداعهم الى القضاء ليقول فيهم كلمته مع عدم الرضوخ الى الوساطات للافراج عمن تثبت ادانته بهذا الجرم .
باختصار مفتعلو الحرائق مستفيدون مما يفعلون ، وعصابات التحطيب مستمرة في جز الاشجار ، والاسواق ابوابها مشرعة وطرق التهريب سالكة ، واللجوء الى البدائل حين تبرز العين الحمرا جاهزة وهي اشعال سلسلة من الحرائق بعلبة كبريت صغيرة ثمنها قرشان ، وتدريجيا سنخسر لا محالة ما تبقى من غاباتنا، وهذا يقودنا الى استنتاج في غاية الاهمية وهو ان واحدا من اسرار تلك الحرائق انها مفتعلة ومع سبق اصرار وتعاون .
واذا كانت الحال كذلك فإن المطلوب تعزيز الاجراءات الامنية وثانيها تغليظ عقوبة مفتعل الحرائق بزراعة ضعفي مساحة ما اتت عليه النيران وعلى نفقته الخاصة ، وثالثها ضرورة الكشف عن مجرمي الاشجار من خلال الاجهزة الامنية المحترفة في الكشف عن الجرائم .(الدستور)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة