ذهب مرسي وبقي الكرسي ..

زيد عبد الكريم محارمه - بعد خروج مصر المُنهكة ... من حُكم الفساد والاستبداد ... حُكم القهر والظلم والاستعباد ... حكم مُبارك والحزب الواحد وجماعة الأوغاد ... الذين طغوا في البلاد ... فأكثروا فيها الفساد ... واستباحوا الدين وقيم الحُرية ... وترويع العباد ... كان لا بد لليل أن ينجلي ... وتشرق شمس الأمل والحُرية من جديد ... لتعُمَ أرجاء البلاد ... ؟؟!! اضافة اعلان


لكن جاء الإخوان ... الذين كانوا في غياهب السجون ... وفي الزنازين وخلف القضبان ... وقالوا لن نستأثر بمجلس الشعب ... ولن ننسى شركاء الثورة ... ولن نترشح لمنصب الرئاسة ... فقابلهم الناس باستحسان ... ولكن هذا هو طمع الإنسان ... وهذه هي جماعة الإخوان ... التي كانت تسعى وما زالت وتحت أي عنوان ... أن تحكم الأوطان ... وتعتلي كرسي السُلطان ... وطبعاً بالتنسيق مع الأمريكان ... ومن الطبيعي أن الناس كانت تتوق إلى من يُعيد لهم الحُرية ويُحقق لهم العَدالة الاجتماعية ... و الأمن والأمان ... وأن يَعم الخير في كل مكان ...

فقرر الإخوان أن يدخلوا هذا الرهان ... وكان بطبيعة الحال أكبر خطاء في تاريخ الجماعة ... أنهم أمنوا للأمريكان ... ودخلوا هذا المُعترك ...تبعه الانبهار بالسلطة ... وتكرار تجربة حماس ... والاستحواذ على كل السلطة ... وتكرار مشهد الحزب الوطني السابق ... فكانت النتيجة هي ... خروج تلك الجموع ... لتقول لا للخضوع ... لا للعودة إلى سياسة الاحتكار والخنوع ... لن نقبل لسياسة الاستبداد والديكتاتورية بالرجوع ... ؟؟

كان خطاء فادح من الجماعة ... أن يدخلوا هذا المُعترك ... وبعد الثورة مباشرة ... البلد تعاني من الفساد والظلم والفقر والاضطهاد ... كان أولى بهم في هذه المرحلة الابتعاد ... والبقاء في موقع المُراقب والمُشرع والناصح الأمين ... إلى أن تنجلي الأمور ... وتتضح الرؤيا ... ولكن ...؟؟

... والله يا مرسي إني أشفق عليك ... مما صنعته يديك ... لكنني أعلم ومتأكد ... انك لم تكن تملك أمرك ... وليس القرار قرارك ... وهذا ما عجل برحيلك ... أشفق عليك ممن وضعوك في مأزق ... وتركوك وحدك تغرق ... أشفق عليك وأنا أعلم ومتأكد ... أنك رجل نظيف وشريف ... لكنك لست في هذا الموقع حصيف ...