الشعب الإيراني قال كلمته وأعطى فوزا ساحقا للرئيس الإصلاحي المعتدل حسن روحاني، في نفس اللحظة التي تعقد فيها ثلاث قمم كبرى في الرياض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وشبح إيران ماثل هناك بوصفها مشكلة مؤرقة مثل الإرهاب تهدد جيرانها وتعبث بأمن المنطقة واستقرارها.
الانتخابات حسمت الصراع المديد بين الإصلاحيين والمحافظين وأكدت بصورة قاطعة انحياز الشعب الإيراني ضد نهج السلطة الحاكمة التي يمثلها المرشد الأعلى علي خامنئي والمحافظون. وقد رمى التيار المحافظ بكل ثقله وراء المرشح إبراهيم قاسمي في معركة شرسة لدحر روحاني وعدم تمكينه من ولاية ثانية، لكن روحاني تقدم وبفارق ضخم عن منافسه وبنسبة إقبال على الانتخابات لم يشهدها تاريخ ايران منذ 92 عاما، ما يدل على أن الشعب انخرط بصورة واعية في المعركة دعما لسياسة الاعتدال والانفتاح والإصلاح ورفض التسلط والتشدد الديني وسياسة تصدير الثورة والتوتر مع الجيران والعالم.
ومعلوم أن المرشد الأعلى يحوز على السلطة العليا ويحد من قدرة الحكومة ورئيس الجمهورية المنتخب على تنفيذ إرادته، وقد عانى روحاني من هذا في ولايته الأولى، كما عانى خاتمي من قبله لكن هذه الانتخابات كانت بمثابة استفتاء أخير للشعب الإيراني يجب التسليم له، ومن المتوقع أن تتعزز سلطة روحاني والسياسة التي يمثلها بقوة الاستفتاء الشعبي، وأن تضعف سلطة المرشد الأعلى والسياسة التي يمثلها وفي مقدمتها التدخلات الخارجية والإنفاق على النفوذ الخارجي المذهبي والعسكري وتحدي المجتمع الدولي.
السياسة الإصلاحية الداخلية التي تنهي التسلط وتحترم الحقوق المدنية والسياسة الخارجية القائمة على الاعتدال وعلاقة حسن الجوار، خصوصا الجوار العربي التي يريدها روحاني حصلت على دفعة قوية بتجديد انتخابه، ونتوقع أنه لن يقبل بقاء السياسة الخارجية ومصالح إيران رهينة لخط رفضه الشعب الإيراني. بالمقابل نريد أن نرى ردا عربيا فعالا على رسالة الشعب الإيراني الإيجابية.
تحت نظر قمم الرياض موقف الشعب الإيراني ورسالته الإيجابية، ونتوقع مبادرة عربية وخليجية قوية تجاهه، ومبدئيا ليس أقل من توجه ممثل كبير عن مجلس التعاون إلى طهران لتهنئة الرئيس المنتخب ومبادرة عرض مشروع مصالحة وسياسة جوار جديدة تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل وتنمية المصالح المشتركة، وبحث ملف الأزمات القائمة خصوصا قضايا اليمن وسورية والعراق. وليس متوقعا بالطبع أن تنقلب الأمور رأسا على عقب، لكن من واجب العرب والخليج خصوصا أن يلتقطوا اللحظة لمساعدة معسكر الاعتدال والأغلبية من الشعب الإيراني المنحازة لهذا الخط. ولا شك أن أجندة القمم الجارية في الرياض تتضمن خططا لتعبئة قوية ضد إيران مع الحليف الأميركي المستعاد بعد رحلة ابتعاد مثلتها إدارة أوباما. وهذه الأجندة بحاجة الى تعديل يأخذ بالاعتبار نتائج الانتخابات الإيرانية وما تتيحه من فرصة تاريخية للتغيير في العلاقة مع الجار الإسلامي الكبير. ليس فقط في العلاقة بين الدول بل أبعد من ذلك تدارك الصراع الطائفي الشيعي السني الأخطر في التاريخ الإسلامي. ومرة أخرى لا نروج لوهم انقلاب شامل في الموقف، لكن يجب المبادرة وتقديم حصتنا في دفع التغيير استجابة لموقف الشعب الإيراني العظيم.
ولدينا في الأردن أيضا حصة، غير المشاركة العربية العامة، ومع الأخوة الخليجيين خصوصا في بحث ملف العلاقات. إذ يمكن مثلا تقديم بادرة طيبة فورية تجاه الرئيس المنتخب بإعادة سفيرنا إلى طهران وهو مقيم في عمان منذ شهور، وعلى الصعيد الثنائي أيضا يمكن بحث ملف السياحة الدينية للشيعة الذين يقدسون بعض الأماكن والمزارات عندنا في بادرة انفتاح وود في الجانب المذهبي.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو