الوكيل - يطل شهر رمضان على أهالي ريف إدلب هذا العام في ظل ظروف فرضت على مواطنيه صعوبات جمة، أثرت عليهم من مختلف الجوانب. إذ تسيطر على بلدات وقرى المنطقة ظروف معيشية صعبة بسبب انقطاع الكهرباء وتعطل شبكات الاتصالات، في ظل استمرار القصف العشوائي العنيف.
فالقوات الحكومية تقصف قرى وبلدات ريف إدلب بشكل عشوائي على مدار اليوم، بحيث لا تخلو قرية أو بلدة من آثار دمار جراء هذا القصف.
وشهدت أولى ليالي رمضان ريف محافظة إدلب انقطاع الكهرباء، وأدى الأهالي صلاة القيام تحت جنح الظلام، في حين كان يسمع صوت القصف العشوائي في قطاعات كبيرة من هذا الريف.
إلا أن المشهد كان مختلفا في صباح أول أيام رمضان، إذ اكتظت الأسواق بالناس لشراء احتياجاتهم قبل أن يبدأ القصف كالمعتاد بعد وقت الظهيرة.
ولرمضان تأثير مختلف على سكان بلدات وقرى ريف إدلب، إذ يميل الأهالي إلى قضاء الليل في مناقشة أوضاعهم المعيشية وتحديد أماكن القصف الذي وقع على مدار اليوم.
ودعما للفقراء يخرج بعض القادرين والمغتربين أموال الزكاة في هذا الشهر، ما ينعكس إيجابا على أحوال المحتاجين.
وقد لجأت بعض الأسر إلى إقصاء أطعمة معينة اعتادوا تناولها في رمضان، نتيجة لارتفاع الأسعار وعدم توافر المواد التي تستعمل لتحضيرها.
ولم يعد هم الناس في ريف إدلب متابعة الدراما السورية كما في السابق، وذلك سواء بسبب انقطاع الكهرباء أو الحالة النفسية جراء الحرب.
أما الأطفال، فقد اختفت بهجتهم وغابت ابتساماتهم، بعد أن فقدت كثير من الأسر معيلها، لاسيما هذا العام مقارنة بعدد ضحايا العام الماضي.
رمضان.. والمقاتلون
ويستعد مقاتلو المعارضة المسلحة للقيام ببعض العمليات العسكرية على مختلف الجبهات خلال رمضان، إذ يسعون إلى تشديد قبضتهم على الطريق الدولي الواصل بين إدلب واللاذقية بعد أن سيطروا على ما يصل إلى 5 كيلو مترات منه، وفقا لناشطين.
من جهته أوضح قائد لواء درع الجبل، خالد أبو حسون، أن مقاتلي الجيش الحر سيسعون خلال رمضان لاقتحام معسكر القرميد، الذي يعد بوابة عبور لمدينة إدلب، في إطار حصار المعارضة المسلحة للمدينة التي تتمركز داخلها قوات حكومية.
ويقول مؤسس لواء ثوار إدلب، عبد المجيد الخطيب، لـ'سكاي نيوز عربية' إن 'رمضان ينعكس على الحالة النفسية للمقاتلين بشكل إيجابي، بسبب اقتران الانتصارات بهذا الشهر، كما يكون الناس أقرب إلى الله في هذا الشهر عن باقي السنة'.
وأضاف أن قسما من المقاتلين يأخذ بالرخصة الشرعية، إذ يباح لهم الإفطار أثناء وجودهم في أماكن الاشتباكات. وأوضح أن رمضان العام الماضي شهد اشتباكات عنيفة في مدينة كفرنبل، واستمرت لخمسة أيام انتهت بنصر كبير للمقاتلين.
تراجع الليرة
يعاني السوريون مع بداية شهر رمضان من ارتفاع الأسعار الأساسية في ظل تراجع الليرة السورية بشكل مستمر أمام الدولار، حتى بات المواطنون عاجزين عن تدبير احتياجاتهم اليومية.
وقالت إحدى سيدات بلدة البارة بريف إدلب لـ'سكاي نيوز عربية' إن 'الأسعار كانت في السابق زهيدة، حتى هبطت الليرة السورية وصار سعر كيلو الدجاج بـ500 ليرة'.
وذكر أحد الأهالي بالأسواق أن 'وضع الليرة أصبح صعبا بعد أن بات التجار يطلبون التعامل بالدولار بدلا من الليرة السورية'. وقد دفعت مخاوف انهيار الليرة السورية المواطنين إلى شراء الدولار، ما أدى إلى هبوطها المستمر.
وتراجع مستوى معيشة ملايين السوريين وانعدمت قدرتهم الشرائية بسبب النزاع المتواصل في بلادهم منذ أكثر من عامين. وفي نفس السياق، يسوء الوضع شهرا بعد شهر، بعد فقد العديد من المواطنين وظائفهم وبخاصة في المناطق التي تشهد قتالا وأعمال عنف.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو