الخميس 2024-12-12 01:38 م
 

ساق الدّجاج لسد رمق مئات العائلات في غور الصافي

12:15 م

الوكيل- تدأب عائشة، بأسمالها البالية وشعرها الأسود الباهت بفعل الشمس الحارقة، بشكل يومي على الوقوف أمام احد محال بيع الدواجن في غور الصافي (جنوب عمان). ترقب عينا عائشة دورها، ليس انتظاراً للحصول على دجاجة أو ما يؤكل منها، من صدر وأفخاذ، بل من أجل أن تحظى بشفقة صاحب المحل فيعطيها ما تجمَّع لديه من قوائم الدجاج، فبعض أهل عائشة لم يحصل في وجبة عشائه الأخيرة على رِجْل واحدة، واكتفى بأن يتذوق طعم مرقها الذي خلّفته في الحساء.اضافة اعلان


ليست أسرة عائشة، المكونة من 8 افراد، الوحيدةَ التي اعتادت أن تتخذ من هذه القوائم وجبة غداء أو إفطاراً في شهر رمضان الكريم، في منطقة تتقاضى فيها نحو 1550 أسرة من أصل 3500 معونة من صندوق المعونة الوطنية، وتصل فيها نسبة الفقر إلى 37 في المئة وفق دراسات حكومية.

لا تتوقف المعاناة عند محل بيع الدواجن، فوجبة القوائم لا تكتمل من دون طهوها بقليل من خضار تضطر عائشة، بعد أن يسيل ماء وجهها، إلى جلبها من صفائح الخضار التالفة أو تكاد، أو الطازجة المتساقطة تحت طاولات العرض في المحلات.

أسرة عائشة مجرد نموذج عمّا يُحدثه الفقر في حياة عشرات الأسر المعوزة في غور الاردن، وخصوصاً في غور الصافي وفيفا بلواء الأغوار الجنوبية، من جمع لقوائم الدجاج ورؤوسها لتأمين الطعام لأطفالها.

أم أحمد، التي تقطن وأسرتَها المكوّنة من عشرة أفراد غورَ الصافي، تكابد الظروف ذاتها، ووفق قولها، فإن الراتب الذي تتقاضاه من صندوق المعونة الوطنية، وهو 120 ديناراً، لا يكفيها أياماً معدودة، ما يدفع بها إلى أمام محلات بيع الدواجن لجمع قوائم الدجاج من أجل تحضير وجبة الإفطار الرئيسية لعائلتها، والتي تقول إنها تُعتبر من الوجبات الرئيسية لأسر كثيرة في المنطقة.

وتضيف أم أحمد، حسبما أفادت صحيفة 'الحياة' في التقرير الذي أعده الزميل ماهر الشوابكة، أن غلاء الأسعار، تزامناً مع مناسبات محددة خصوصاً، والذي ينعكس على أسعار المواد الغذائية والخضار، غالباً ما يعيدها إلى بيتها مع كمية قليلة من البندورة والباذنجان التالف. ويؤكد قاطنون أن بعض الأسر في الأغوار لا تجد أي مواد غذائية رخيصة لإعداد الطعام، وتكتفي بوجبة الخبز والشاي وبعض ما يقدمه المحسنون. ويلفت هؤلاء إلى أهمية إيجاد مؤسسات وجمعيات لدعم الأسر الفقيرة والمحتاجة، على الأقل في أيام الصوم.

ويشير أحد العاملين في محلات بيع الدواجن، الى أنه يقوم بجمع قوائم الدجاج لأن الأسر الفقيرة تطلبها مسبقاً لتحضير وجبة منها مجاناً، لعدم استطاعتها شراء الدجاج نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها في منطقة تعتبر واحدة من جيوب الفقر العشرين في المملكة.

ويؤكد مواطنون أن أسعار اللحوم والدواجن ارتفعت خلال الأيام الماضية إلى مستويات قياسية، اذ وصل كيلو الدجاج الواحد إلى دينارين، معتبرين أن غياب الرقابة على الأسواق التجارية والمحلات أدى إلى ارتفاع الأسعار.

وقالوا إنّ غالبية الأسر في الأغوار الجنوبية، تلجأ لشراء قوائم الدجاج كبديل من الدجاج نفسه، في ظلّ حالات الفقر التي تعيشها هذه الأسر، والتي تتقاضى معونات من صندوق المعونة الوطنية. في المقابل، يشكو أصحاب محلات الخضار في غور الصافي من تكبدهم خسائر نتيجة ضعف الحركة الشرائية، بعد ان احضروا كميات كبيرة من الخضار من الأسواق المركزية، موضحين أنّ ترك المهنة بات مطروحاً عند البعض نتيجة ضعف الطلب على الخضار وارتفاع أسعارها في ظلّ تدني القوة الشرائية للمواطنين.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة