الخميس 2024-12-12 11:52 م
 

سفراء طوائف لا سفراء دول

05:13 م

د. خالد الخلفات - ما جرى في عمان يوم أمس محزن ليبس للعراق ووزير خارجيتها الذي اعتذر بل للأردن وللمواطن الأردني الحزين والممتهن ، الذي أصبح عليه الآن أن يتقدم إلى وزارة الخارجية ثم وزارة الداخلية بطلب للحصورل على تأشيرة دخول إلى وطنه ليعيش فيه ، وعليه أن يبحث عن مدينة بعيدة عن عمان ليست المفرق أو الرمثا ليجد فيها مكانا يعيش فيه لأن العاصمة عمان صارت مزدحمة فيها كل الناس ما عدا الأردنيين ، وعلى رأي المتنبي في بيته الشهير مع تحوير فيه : اضافة اعلان


ولكنَّ الفتى الأردنيّ فيه غريب الوجه واليد واللسان

واعتذر للمتني مرة أخرى فقد كسرت بيته لأن أجنحتنا صارت مكسورة في بلدنا .

اعتقد أن من الواجب على الحكومة ممثلة بوزارة الخارجية أن تستذكر اتفاقية هافانا لعام 1928 التي تحدد دور البعثات الدبلوماسية وحدود نشاطاتها في الدولة واتفاقية فينا لعام 1961 م التي جاءت لتؤكد المهام التي لا يجوز للسفير أو أحد أركان سفارته أن يتجاوزها في الدولة المستضيفة . وقد أرادت هذه الاتفاقية أن تؤكد على ضرورة التزام البعثة وأعضائها بإطاعة جميع القوانين والأنظمة داخل الدولة المعتمد لديها حتى لا يسيء الدبلوماسيون استعمال حصاناتهم الممنوحة لهم.إذا كانت هذه الاتفاقيات تؤكد على تجاوزات بسيطة كهذه فماذا عن الضرب والركل العراقي لمواطنين أردنيين ، لم نره على محطاتنا الفضائية بل رأيناه على المحطات الفضائية العراقية قبل أن تنشره وسائل إعلامنا وتحدثنا عن الخبر على استحياء .

كما لا يجوز للسفير ودبلوماسييه - وفقا لهذه الاتفاقيات وميثاق الأمم المتحدة حسب المادة الثانية منه - التدخل في الشؤون الداخلية أو الخارجية وهذه كله من باب الحرص على مبدأ المساواة في السيادة بين الدول واحترام استقلالها وعدم التعرض لأنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة. فالواجب الأول للسفير هو عدم التدخل بالشؤون الداخلية والامتناع عن إثارة إزعاج حكومة البلد المعتمد لديه وامتهان كرامة مؤسساته، فماذا نقول هنا عن كرامة المواطن الأردني التي مسحت فيها أرض المركز الثقافي الملكي الذي لم يحترم السفير الطائفي كرامة الاسم الذي يظهر على اللافتة المتضمنة كلمة( الملكي)؟

اذكر في خبر قرأته أن سفير إحدى الدول العربية في دولة أوروبية كان قد صرح تصريحا علنيا حول مواطن من دولته سجن في سجون الدولة المستضيفة له ذكر فيه أن السجين مظلوم ، فقامت وزارة خارجية هذه باستدعائه ووجهت إليه مذكرة احتجاجية واعتبرت هذا التصريح تدخلا مباشرا في شؤونها .

ماذا يمكن أن نقول بشأن الإساءات المتكررة من قبل هذا السفير وغيره من السفراء وهم يتدخلون في شؤوننا الداخلية ، وقد وصل الأمر بهؤلاء أن يتدخلوا بانتخاباتنا حتى البلدية منها ويؤيدوا هذا أو ذاك ليوصلوهم إلى قبة البرلمان ليصنعوا سياستنا ، ويشرعوا لنا القوانين والأنظمة ويراقبوا كل شيء , وقد امتلك هؤلاء ناصية بعض القنوات الفضائية ونستقبلهم كل يوم في بيوتنا عبر هذه القنوات ؟

هذه السفارة كغيرها من سفارات العراق في العالم ، في لندن وبرلين وغيرها تتعامل مع العراقيين على أساس طائفي سنة شيعة أو إقليمي كردي عربي وغير ذلك فماذا ننتظر من هؤلاء ؟ ماذا ننتظر من سفير وبعثة دبلوماسية لا خير فيها لشعبها ومواطني دولتها أن يقدموا للأردنيين غير الإساءة والضرب ونحن نتفرج ونعطي خدنا الأيسر ونسمي ذلك وطنية وقومية وكذب ، أين أنت يا وصفي التل ، أين أنت يا هزاع المجالي ؟ أين الرجال الرجال أين الحراثون الذين لم يفعلوا شيئا غير مزيد من النوم والشعب الأردني الطيب يهمش ويساء له باسم القومية . والخوف على مصلحة البلد والنفط العراقي المجبول بالسم والذل والعار ؟ وإلى متى سنبقى كذلك .

اعتقد أنه آن الأوان أن نتحرك ضد كل من جعل عمّان خالية من الأردنيين ، وأصبحت شوارعها تغص بكل مال هب ودب من اللصوص والحرامية ، وقطاع الطرق في بلادهم فأصبحوا سفراء ودبلوماسيين وباحثين عن الرذيلة ومنفذين لأجندات خارجية، ومافيات وتجار مخدرات ، ومثيرين للفتن والأحداث لأنهم لا يريدون لهذا الوطن أن يكون آمنا مستقرا . ولكن أنى لهم ذلك وكل الشرفاء في هذا الوطن لهم ولسماسرتهم وللطابور الخامس في الداخل بالمرصاد.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة