عبد اللطيف عربيات رئيساً للحكومة!!

عبداللطيف عربيات، هو المحافظ، الذي أسهم في منعة الوطن، بحرصه الدائم على عناصر القوة و ما يجمع لا ما يفرق.اضافة اعلان

عرفناه كلنا، نموذجا للسماحة والرحابة والاعتدال.
بذل المهندس الزراعي اللطيف، جهودا متواصلة في جمعية مكافحة التصحر النباتي، ولمكافحة تصحر العلاقات الإنسانية والتشدد والجمود. 
اجتمع على احترامه والثقة به، «السستم» والمعارضة. فقد اوعز الملك الحسين للسستم، لاختياره رئيسا لمجلس النواب، ولاحقا اختاره الحسين لعضوية مجلس الأعيان. واختاره «الإخوان» رئيسا لحزب جبهة العمل الإسلامي.
و كما اخبرني الصديق دولة عبدالكريم الكباريتي، فقد اوشك الملك الحسين، ان يكلف عربيات برئاسة الحكومة. وقد ابلغته بهذا الذي سمعته.
كنت شاهدا على محاولة تفاهم جرت بين المخابرات و «الإخوان» على هامش الاحتفال بعودة الملك الحسين الى الأردن سالما، من رحلة العلاج الأولى في تشرين الاول عام 1992.
كنت واقفا مع دولة طاهر المصري ومصطفى باشا القيسي مدير المخابرات العامة آنذاك في ساحة الديوان الملكي. وكنت مدير الإعلام والعلاقات العامة للديوان الملكي. عندما انضم الى المجموعة معالي الدكتور عبد اللطيف عربيات رئيس مجلس النواب.
دار حوار يحمل دلالة واضحة على ان الخطوط بين الإخوان المسلمين والحكومة سالكة.
وجه الدكتور عربيات كلامه الى الجنرال مصطفى القيسي قائلا: يا باشا، إن الإصرار على الصوت الواحد سوف يلحق ضررا فادحا بالبلاد. لماذا كل هذا التوجس من اكتساح الإخوان المسلمين مقاعد مجلس النواب؟
قال القيسي: تريدون قانون الانتخابات الذي يمكنكم من السيطرة على مجلس النواب؟!
قال عربيات: هذه هواجس لا أساس لها.
قال القيسي: نحن لا نتصرف وفق الهواجس.
قال عربيات: اذا كان الدافع وراء اقرار قانون الصوت الواحد، هو الخشية من سيطرة «الإخوان» على مجلس النواب، فيمكن حل هذه العقدة وتبديد الهواجس والمخاوف.
واضاف عربيات: تعال نتفق على ان نطرح عددا من المرشحين يتفق مع حجمنا في البلد، شريطة عدم إقرار الصوت الواحد.
قال القيسي: وما هو حجمكم؟.
قال عربيات: 20 ٪.
قال القيسي: حجمكم هو 16 ٪.
اقترحت، وانا أرى اقتراب مجموعة من السياسيين من وقفتنا، ان يواصلا هذا الحوار المثمر في جلسات متخصصة موسعة.
لا اعرف ما الذي تم لاحقا، لكن الصوت الواحد قد أقر. وفاز الإخوان المسلمون بـ 16 ٪ من مقاعد مجلس النواب الاردني الثاني عشر، الذي فزت عضوا فيه.
يرحم الله أبا سليمان.