كنتُ أُشاهد برنامج « القطط الكبيرة» على قناة « جيوغرفيك ابو ظبي» ،وتأملتُ قصة «أسد» ضاقت عليه الأرض بما رحُبَت، وسار في القفار والأرض اليباس يبغي طعاما.
لكن السماء لم تنزل الغيث، وبات الأسد وحيدا بين الحشائش الجافة.
كان منظره يثير الشفقة، ويبدو مثل «عزيز قوم .. تبهدل وانذلّ».
لا فريسة تلوح في الأُفق. فقط أعشاب صفراء جافة، والكثير من الحزن.
ظل الأسد يقاوم جوعه، وبدت خطواته متثاقلة مثل رجل كهل.
عيناه اللتان طالما قدحتا شررا في عيون الفرائس، ضاقت حدقاتها، والجسد القوي لم يعد قادرا على اللحاق بسراب الطريق.
نقص وزنه وبدا الهُزال على عظام ذراعيه وبطنه وإلْيَته الناحلة.
بدا نصف أسد، أو شبحا لوحش خارت قواه.
وأثناء سيره بخطواته البطيئة لمحت عيناه، ضَبْعَاً نائماً بين الحشائش.
قال في سرّه:جاء الفَرَج. صحيح ان لحم الضبع لا يغني ولا يُسمن من جوع، لكنْ»وجبة».. تُطيل في عمري ولو ليومين قادمين.
«لبد» للضبع وزحف على أطراف يديه حتى صار الضبع في متناول قبضته الواهنة.
وعلى الفور، عاجلة بعضّة فتكت به، وأخذ يتسلّى بلحمه غير الشهيّ.
يومان، وعاد الأسد الجريح الى سيرة الجوع.ظل يبحث في الارض الناشفة عن وجبة جديدة.فالوقت يمضي، والجسد المهيض يطارده شبح الهلاك.
لا فرائس ولا حتى بقايا، مع ان الأسد لا يأكل البقايا، بل اعتاد ان يشرب من رأس النبع ويأكل أفضل ضحاياه.
الشمس تزيده توترا، وهو محاصر بين الجوع والعطش ايضا.
قادته قدماه الى بقايا مستنقع ضحل.
كان ثمّة حيوان ضخم بحجم الثور، قد غاص في الوحل وعلق به ولم يستطع جرّ كتلته الضخمة خارج الحفرة.
سار الأسد نحوه. وجده مستسلما لقدره. وحتى عندما القى برأسه فوق رقبته، لم يقاوم»الوعل».فقد خارت قواه تماما.
حاول الأسد غرز فكيه في رقبة الوعل. وفشل في مهمته. وكرر ذلك بضع مرات، دون جدوى.
وكأن فكّيه لم يعودا قادرين على الفتك بالفريسة.
حزنتُ لأجله، وانا اراه يدور بفكيه يمينا ويسارا علّه يقتل» الوعل».
دون جدوى.
وهذه المرّة، استسلم الأسد لضعفه، وترك فريسته تتأمل عجزه.
..في المساء، باغتني أحد الأصدقاء بمكالمة، بدأها بالاعتذار عن الاتصال في مثل هذا الوقت المتأخّر. ثم قال:رأيتك أمس في الحفل ،ولا أكتمك أنني رأيتُ شخصا آخر، بصراحة، رأيتُ شخصا منكسرا.
شكرته على ملاحظته، وتذكرتُ صديقي الأسد.. الذي جارت عليه الأيام، وصار مثل: عزيز قوم.
مين عزيز؟!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو