السبت 2024-12-14 11:14 ص
 

عن منصوركريشان

12:31 ص

مالذي حدث في معان يوم أمس ؟ ..ببساطه هجوم بالرشاشات على مبنى دائرة المخابرات العامة ....وتسأل برسم الغضب والقلق ماهو الدافع ويأتيك الجواب من بعض وسائل الاعلام والتي للأسف تحالفت مع هذا السلوك المشين .. , وأحدها قال :- «ان ثمة مطالب معينه لأهل المهاجمين مرتبطة بالإفراج عن معتقلين أردنيين في اليمن والعراق». اضافة اعلان

وتحتار في التضليل الاعلامي المضلل والمقصود – واتمنى من رئيس تحرير الرأي أن لايشطب تلك الكلمة فأنا أعنيها- حين يهاجم البعض خصوصية فايز الطراونة باعتباره خيانة وطنية ويبرر قتل أفراد الحماية على مبنى مخابرات معان ...ويبرر أطلاق النار على مؤسسة أمنية حيوية وأكثر من ذلك أنه يتعاطى مع المشهد في إطار الشماتة الإعلامية .
ماحدث في معان أبعد من الحفاظ على هيبة الدولة , هو باختصار يطال هيبتنا نحن كمواطنين ...ويطال تاريخنا وأكثر ما يطال روح البطل منصور كريشان ...ومنصور لم يوجه سبطانة البندقية ولامدفع الدبابة لدائرة المخابرات في معان ....منصور قاتل ببسالة وقاد كتيبة الحسين الثانية ....باقتدار عسكري واحتراف متقن ووجه ناره باتجاه صلف إسرائيل وغرورها وأوقع فيهم الذبح ....
منصور كريشان استشهد على ثرى الغور , كي يترك وطنا محصنا وكي يترك لنا نحن هذا الجيل دولة تؤمن بالحياة والحرية والبارود ....
لم يخذلنا الرائد منصور كريشان ولم يخذل أهله ولم يترك معان حائرة قلقة بل سجل في دفتر الدم والشهادة اسمه ...وسجله بعد أسس للفداء قصة وأسطورة .
لو أنهم يملكون ألق منصور أو بطولة منصور لقلنا حقهم أن يحملوا ما يشاؤون من الاسلحة , لو أنهم يملكون (مراجل منصور) فليعبروا من فوق صدورنا وليس من فوق سور دائرة مخابرات معان ...لو أنهم التحموا مع صاروخ إسرائيلي قادم من الجو ...مثلما التحم الرائد منصور كريشان لقلنا فليفعلوا ما يشاءون , ..لو أنهم خدموا في كتيبة الحسين الثانية وكان صفير جنازير الدبابات يوم النار يلهب فيهم التكبير والتهليل ...لطوينا القصة وصمتنا ....ولكنهم أغاروا على مبنى مؤسسة وطنية وأطلقوا النار وهربوا ...وربما سيسمونها في ابجدياتهم (غزوة المخابرات) ....وهل تشبه غزواتهم الخائبة ...نار منصور ورتبة منصور ودم منصور ؟
في الاسبوع الماضي بشرنا الهمام السعيد بنبوءة مهمة وهي أن الربيع العربي سيعبر على الأردن وأن الدور ينتظرنا ...وبشرنا زكي بني ارشيد أيضا أن قرار فك الأرتباط كان هو المؤامرة ويوم أمس ...فوجئنا بهجوم مسلح على مبنى المخابرات .....وسؤالي المؤلم هل نترك لكم الأردن كي يوزع بين نبوءات همام ورؤى بني ارشيد السياسية في الخيانة وطلقات (كلشنات ) السلفيين ....منا ..هل مطلوب مني أن أطوي تاريخ أهلي في الكرك وأرحل عن عظامهم التي يحويها التراب هناك واسلم مفاتيح التاريخ والصبر لزكي وهمام وبعض السلفيين في معان .
هل مطلوب منا أن نصحوا على صباح نكون فيه المرتدين ويكون سماحة الشيخ زكي وسماحة الشيخ همام ولاة الأمر فينا ويصدرون فتوى لأهل السنة أو السلف الصالح بمطاردتنا واعتبارنا جزء من اسوار مخابرات معان والكرك .
يحيرني المشهد , ويقلقني ويذبحني من وريدي إلى وريدي ...وكأننا في هذا الوطن ثلة من المتفرجين , وكأننا لا نملك سوى الصمت وكأننا مجموعات من العوام ننصت لفتاوى هذا وذاك .
على كل حال نحن في منازلنا أيضا لدينا (كلشنات) ولدينا بنادق أوتوماتيكية ..ولدينا ذخيرة تكفي لمعركة مداها شهر كامل , وفوق كل هذا لدينا عزم وصبر وجلد ..,لكننا تعلمنا أن نطلق النار في الفرح فقط ولم يصل بنا الجنون أن نرفع تلك البنادق لإطلاق نارها صوب (عيالنا) أو مؤسساتنا .
رحم الله الشهيد البطل منصور كريشان فقد استشهد من أجل وطن فقط ورحم الله إعلاما كان تحالفه الوحيد في لحظة الوعي هو مع البلد وأهل البلد وأمنها ...ورحم الله الزمن الذي استأسد فيه البعض على الدولة ...حين غضت البصر قليلا بمحض إرادتها .
ولكنها أيام وستمضي ...وستنصف المرحلة كل من كان وطنيا صادقا بمحض إرادته وتفرز كل من كان في قلبه شك أو خصلة من نفاق .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة