عندما ينفذ الطيران الروسي بالإنطلاق من قاعدة «حميميم»، على شواطئ المتوسط في الشمال، خمسة وعشرين غارة على مواقع الجيش الحر والمعارضة في جبهة الجنوب ألا يعني هذا يا ترى أن هذه الحرب المحتدمة في سورية هي حربٌ روسية بكل معنى الكلمة وإنه على العرب أن يعيدوا النظر بعلاقاتهم مع هذه الدولة «الصديقة» !! وإلى حدِّ اعتبارها دولة معادية لأن هؤلاء الذين تواصل تمزيق أجسادهم بشظايا صواريخها هم من خيرة أبناء هذه الأمة وليس بينهم «داعشي» واحد.. وكلهم جنود منضبطون كانوا قد انشقوا عن جيش نظام بشار الأسد وانحازوا إلى شعبهم وتنظيماته الوطنية.
كان فلاديمير بوتين قد قال في تصريحات مكررة إنَّ أهم ما في هذه الحرب، بالنسبة إليه، هو أن الجيش الروسي قد تدرب من خلالها بما فيه الكفاية وأنه أثبت جدارة قتالية على مدى الأعوام منذ 2015 وحتى الآن وحقيقة أن ما يبعث على «الغثيان» إن هذا الكلام لم يواجه بأي إستنكار رسميٍّ لا عربيًّا ولا دوليًّا وكأن الذين يسقطون صرعى وقتلى بالقنابل والصواريخ الروسية، وبينهم أطفال أبرياء، ليسوا من بني البشر وإنما حيوانات برية متوحشة في أحد المجاهل الإفريقية!!
ولعل ما يثير الكثير من الأسئلة والتساؤلات هو أن هذه المنطقة، الجبهة الجنوبية، قد تم الإتفاق على أن تصبح منطقة «خفض تصعيد»، أي منطقة وقف إطلاق نار، من قبل ما يسمى «الدول الضامنة» لكن عندما يضرب الروس بهذا الإتفاق عرض الحائط وكما حصل في كل المناطق الأخرى فإن هذا يؤكد وبالأدلة الدامغة على أن هذه الحرب هي حرب روسية يشارك روسيا فيها الإيرانيون والميليشيات المذهبية المستوردة التي أقيمت لها مستوطنات دائمة حتى في العاصمة الأموية دمشق-الشام.
وعليه فإن مايثير الاستغراب حقاً هو أن الولايات المتحدة، التي من المفترض أنها أكبر دولة ضامنة لهذا الإتفاق، وكل إتفاقات «خفض التصعيد» السابقة، عندما تكتفي بمجرد التصريحات الكلامية إزاء ما يفعله الروس فإن هذا يعني أنه قد يكون صحيحاً ما يقال عن أن هناك إتفاقاً أميركياً-روسياً-إسرائيلياً على استباحة الجبهة الجنوبية، جبهة درعا والسويداء، مقابل الإبتعاد عن خطوط التماس مع جبهة الجولان المحتلة.
والغريب فعلاً أن واشنطن حتى بعد كل هذه الغارات التدميرية التي استهدفت وحدات منضبطة هي وحدات الجيش الحر على الجبهة الجنوبية، بقيت محافظة على إلتزامها بوقف إطلاق النار، قد واصلت مطالبتها للمعارضة السورية بعدم الرد لإعطاء فرصة لـ»حلٍّ دبلوماسي» يحافظ على اتفاق «خفض التصعيد» بين الأميركيين وبين الروس.. والسؤال هنا هو: هل يا ترى أن الـ»25» غارة التي نفذتها القاصفات الإستراتيجية الروسية قد جاءت كتأكيد على الإلتزام بهذا الإتفاق؟!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو