فشة الغل

تجهل هيئة تنظيم قطاع النقل البري عدد القناوي وأمواس الكباس والجكات التي تخدم قطاع النقل في الأردن، فقد أعلنت أنه يحق لراكب التاكسي عدم دفع الأجرة في حال قيام السائق بعدم تشغيل العداد.

مثلما أعلنت الحكومة عن مقارنة أسعار الخبز في الأردن بالدول المجاورة تحت عنوان (حقك تعرف)، فمن (حقك تعرف) عن ماهو المصير إن امتنعت عن دفع الأجرة واقتنعت بتصريح الهيئة.

بداية لا ينصح بالدخول بأي حوار مع السائق بخصوص عدم دفع الأجرة قبل التأكد من سريان مفعول بطاقة التأمين الصحي، ووجود متبرعين للدم، ووجود معيل للعائلة.

عندما تُعلِم السائق بأنك لن تدفع الأجرة، سيصمت قليلا قبل أن يبدي رأيه بما تفضلت، حاول قدر المستطاع أن تستغل هذه الفترة الزمنية بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم والأذكار ومن ثم نطق الشهادة.

ستجده يتمتم أن يجيرنا الله من هذا اليوم، وأنا بمن تصبحت، لا تلتفت إليه واستمر بالدعاء، سيلتفت إليك وسيسألك: بمذا تفضلت؟! إن لم تحسن الإجابة وامتصاص غضبه ستجد نفسك تجيب عن أسئلة أخرى بدل أن تجيب عن سؤاله: بماذا تفضلت؟!

قم برفع يديك الاثنتين لتغطية وجهك وحماية حواسك الخمس قبل أن تفتح فمك بكلمة واحدة، ومن ثم قل له: أنت لم تقم بتشغيل العداد والهيئة أعلنت في حال عدم تشغيل العداد على الراكب عدم دفع الأجرة.

ستجده قد ابتسم، لا تعتقد أن ابتسامته هي للتعبير عن سعادته بقرارات الهيئة لحماية القطاع وتطويره، أو أنها العفو عند عدم دفع الأجرة، ابتسامته تعني فقط بماذا سيكون سعيدا أكثر؛ باستخدام الجك أم القنوة؟!

سيكون أكثر لطفا معك وبعد الابتسامة سيترك لك الخيار؛ إما ان تدفع بدون عداد أو يجعلك تعد نجوم الظهر لتدفع!
إن كنت عنيدا وملتزما بقرارات الهيئة فلا حول ولا قوة إلا بالله، سيمد يده إلى تحت الكرسي وسيخرج لك قنوة رأسها مدبب ملساء ناعمة، وصفها بعض الخبراء العسكريين أنها لو استخدمت في حرب حزيران لغيّرت مجرى الحرب، فاستعد إذا لتغيير رأيك بقرار الهيئة!

هنا سيكون امتحانك الصعب وسينزل من السيارة راكضا ليأتي إلى الجهة التي تجلس فيها، سيفتح الباب وسيمسكك من رقبتك كما تمسك الشاة عند اقتيادها للذبح، سيمعطك القنوة الأولى كفتحة عداد لتنتقل إلى عالم آخر ليس فيه هيئة لتنظيم قطاع النقل البري بل فيه هيئة لتنظيم قطاع من يوفون أجورهم بلا حساب.

بكل تأكيد ستطير أحدى عينيك، أو يفتح في رأسك مضيقا مثل مضيق هرمز،،او يجعل عامودك الفقري مثل طلوع مرتفع تل الرمان، وبدل أن تدفع أجرة تاكسي ستدفع أجرة غرف العمليات !

ستقاطع بعدها أخبار هيئة تنظيم قطاع النقل البري وستلتفت لأخبار المجلس الأعلى لشؤون الاشخاص المعوقين لعل هناك توزيعا لكراسي متحركة بالمجان .