السبت 2024-12-14 12:24 ص
 

في ذكرى رحيل متنبي الأردن (حبيب الزيودي)

05:07 م

الوكيل- علي عبيدات- حبيب الزيودي أو حبيب اللغة، وإن شئت فهو حبيب الشعب الأردني كله، فهو الأول والأخير في توظيف الشعر لخدمة الوطن وقضاياه النبيلة، وهو الذي احتفى به الشعر وسكن إليه وصدح بروائعه.

ها نحن اليوم في ذكرى رحيله الثانية، نفتقد صوته وحضوره ونراقب مكانه الخاوي ومنبره الشعري الرنان، فأن يغيب حبيب الزيودي عن الشعر وعن المشهد الثقافي فهذا يعني أن أدب البلاد يئن وأن الشعر منقوص، فمن هو الذي سيعوض المتلذذين بالشعر خسارتهم الموجعة.

اضافة اعلان


من ينسى شعره الفصيح المقفى؟ ومن ينسى ازجاله وشعره النبطي وأغنياته الوطنية التي يحفظها الأردني عن ظهر قلب، فلم يكن شاعراً من شعراء الأبراج العاجية والتكلف والانزواء، بل كان شريكاً مساهماً في عاطفة الناس وبين تفاصيل العوام، فمن تعرف بحبيب يدرك جيداً أنه يخاطب انساناً شاعراً تفيض روحه بالمحبة والطيبة والوداعة، وهو البعيد عن الكِبّر والمترفع عن كل مسيء وصاحب الصفح والسبق.

ولد حبيب الزيودي في الهاشمية - محافظة الزرقاء- في عام 1963 وفرع هناك طالباً نجيباً وطفلاً متسائلاً يرتوي بالمحبة والخلق الحسن والمعالم الشرقية والصفات الأردنية التي جعلت منه لاحقاً أقرب المقربين للناس وأكثرهم حميمية وتلقائيا، وهذا ما شهد به أصدقاؤه وربعه.


بين مولده في الهاشمية ورحيله في العالوك مر حبيب بعمّان، ولم يكن مروراً اعتيادياً، فهي من مرت به وما مر بها كغيره، فعمان في فؤاد حبيب كعروس فاتنة جُبلت بالجمال والتعلق والعشق الأزلي، وقد رسمها شعراً وأحياها وصفاً ونثرَّ عبق وصفها في مدى العالم الذي لا يساوي خصلة من جديلة سيدته عمّان.

هذا الحبيب مملوءٌ بالمحبة والطيبّة والرقة والدماثة، لكنه فارسٌ يمتطي فرسه الشموس إن غضب، ومن هذا مواقفه الحازمة والصارخة التي يشهد لها الجميع، فالهجاء والردود الصارخة كانت زوادة هذا المحارب العاشق إن غضب فلا يعرف الهوادة والتزلف والتقريظ، هكذا كان في عالمنا وعلى هذا النحو سيظل في قلب كل أردني يعشق تراب بلاده ويعبر عن حبه لها بالطريقة التي استطاع التعبير من خلالها، فهو استخدم اللغة والحبر ليرسم عمان على صورة معشوقة يطيب للعاشق رؤياها، والأمل قائمٌ بأن يحذو الأردنيون حذوه في التعبير عن حب البلاد بالطريقة المناسبة.

نم قرير العين يا حبيب ... فلك من اسمك ألف ألف نصيب، وستبقى مشكاةً تنير لكل محبٍ ومخلصٍ و وفيّ.





 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة