قد تتغير التحالفات وتتغير الأولويات

يتراجع الرئيس بوتين عن عناده التقليدي ويوافق على وقف رحلات الطيران الروسي الى شرم الشيخ!! فالواضح ان المخابرات البريطانية كانت «بوسائل بشرية» قد كشفت عن سبب سقوط الطائرة الروسية، وايدتها الولايات المتحدة فهناك كما يبدو من وضع مادة متفجرة في الطائرة ادت الى انقسامها في الجو وهبوطها جثة هامدة مبعثرة على خمسة عشر كيلومتر في الصحراء!!,اضافة اعلان

اذن هناك مشكل امني في مطار شرم الشيخ، وهو المشكل الذي يؤدي الآن الى صعوبة اخراج ثلاثين الف سائح بريطاني ومثلهم سواح روس، فعلى الراكب الآن ان يدخل الطائرة بحقيبة يد يتم تفتيشها بالقطعة، ولأن مطار شرم الشيخ محدود امكانيات الهبوط والاقلاع، فان اخلاء الآلاف يحتاج الى اسابيع، وقد اكتشف السواح الانجليز ان حكومتهم ستدفع كلفة الايام الزائدة من اجازتهم فاستمتعوا اكثر.
المهم ان لداعش الآن مصداقية، وقد كشفت صحيفة «الجيروسالم بوست» الاسرائيلية ان طائرة بريطانية كانت تطير على علو منخفض كادت تسقط بصاروخ ارض – جو فوق سيناء ايضا، فالصحيح ان هذه الصواريخ مداها محدود لا يصل الى 30 الف قدم، لكن اقتراب حامل الصاروخ من المطار يجعل الطائرة في مرماه في حالتي الاقلاع والهبوط!.
والرئيس بوتين امام مأزق حقيقي فهو ليس ستالين.. لانه مهتم بالرأي العام، والمسلمون في روسيا هم 10% من السكان، وفي حالة تشديد العمليات العسكرية على داعش، التي تضم ما بين 7000-10000 ارهابي روسي، فان هناك امكانية لعمليات ارهابية داخل روسيا وبالشدة ذاتها!.
فهل يجد بوتين نفسه مرغماً على دخول التحالف الاميركي – العربي والتخلي عن تحالفه مع ايران والأسد؟!
حين كان مسؤولون اميركيون يتحدثون عن سنوات للتخلص من داعش في العراق، فمن الواضح انهم بمخابراتهم يعرفون عمق تماهي الصراع الشيعي – السُنّي مع الصراع الايراني – العربي، فقد تعلم الممسك بزمام الادارة الاميركية انه غير مستعد لخوض حرب في العراق تنتهي لمصلحة ايران، كما انتهت حرب 2003.
وانه كذلك غير مستعد لدخول حرب بالوكالة لصالح دول الخليح وسنّة العراق، والخطة الآن هي اضعاف جانب اصدقاء ايران في الحكومة، بزجهم في حرب هم غير قادرين على كسبها في مواجهة داعش، وفي موازاة تجميد المكوّن السُنّي.. او دفعه لعدم الاشتراك في محاربة داعش!!.
- بحاجة الى سنوات؟
- وقد يكون، وهذا سيُنهك المنطقة أكثر وأكثر، وطبعاً سيُنهك الارهاب، الا اذا اختارت اميركا وروسيا وايران اقتسام الكعكة.. والهجوم الشامل على الارهاب!!.