جزء من أدبيات الإسلاميين والمسلمين أن أعداء الإسلام في الغرب ? يدخرون جهداً في التآمر على الأمة ودينها، وهذا الأمر في بعض جوانبه سليم، لكن المراحل التي نعيشها تثبت أن هؤ?ء الأعداء إما أصحاب ذكاء خارق أو أن في أمتنا جهات قادرة على خدمة أعداء الأمة إما بقصد وتآمر أو بجهل وضلال رأي ? يقل في آثاره عن التآمر الخارجي.
وأخطر ما تفعله هذه الجهات أنها تجعل من الدين لدى أمتنا عنواناً من عناوين القتل والتنكيل لأبناء الأمة، وترسم صورة لن يستطيع أي طرف من خارج أمتنا أن يرسمها للدين وأهله، وتمحو كل ما عرف عن الإسلام من رحمة وعطف ورسالة لصناعة مجتمع كريم، فلا نعود نذكر قصة عمر بن الخطاب مع الأو?د الجياع وأمهم، و? نذكر حديث النبي عن المرأة التي دخلت النار لأنها حبست قطة ولم تطعمها ولم تتركها تأكل من الأرض، بل هي قصص الإعدامات لطفلة أفطرت دون عذر أو قتل أبناء تنظيمات التطرف بعضهم البعض، وآخر الحكايات تهجير مسيحيي الموصل من العرب من بيوتهم لأنهم رفضوا دفع الجزية أو دخول الإسلام.
أيُ شيطانٍ هذا الذي صنع هذه التنظيمات ووجهها أو استغل جهلها وضحالة العلم لديها وترك لها مهمة تشويه الإسلام في دولنا دون الحاجة لأي جهد من أعداء الخارج.
الحكاية ? تخص المسيحيين العرب في الموصل بل ستصنع حالة رعب وخوف لدى كل المسيحيين العرب من أي تيار إسلامي، ولن يكون هناك معتدلون لأن الناس ستقول أن هذه التنظيمات حين تقوى وتستولي على أي نوع من السلطة فإنها ستخلع ثوب الإعتدال وستفعل ما يفعله المتشددون.
أعلم أن التطرف يصيب المسلمين قبل المسيحيين، لكن المحصلة أن هذه الأفعال تجعل هذه التنظيمات مصدر خطر على الحياة الطبيعية للناس، كما أن التطرف يكون عنواناً للعرب السنة في المنطقة وحدهم دون منازع وهذا يخدم أطرافاً لديها الكثير من التطرف.
تخيلوا كم هي المشكلات في العراق من إحتلال وطائفية وفساد وغياب أمن واستقرار لكن صورة الإسلام أنه من خلال هذه التنظيمات أولويته تشريد أبناء العراق من المسيحيين في الموصل من بيوتهم لأنهم رفضوا دفع الجزية.
إحدى مشكلات العرب المسيحيين العرب أن عمليات الهجره كانت في تزايد، وكان أحد الأسباب ا?حتلال الصهيوني بما يخص العرب المسيحيين في فلسطين، وخلال الأعوام الأخيرة أصبحت تنظيمات التطرف سبباً لزيادة التهجير وبخاصة في سوريا والعراق، وكان المقصود أن يقال أن المسيحي العربي ليس في أمان في بلاده عندما يحكمها تنظيم إسلامي لأن هذا الحكم سواء كان كاملاً أو جزئياً يتعامل مع المسيحي باعتباره مواطن يعاني من خلل في علاقته مع دولته فهو أما أن يدفع الجزية أو يترك دينه ويدخل دينه خوفاً وهلعاً.
حكاية مسيحيي الموصل وما يشبهها من حكايات عملٌ فشلَ أعداء الأمة في صناعته، لكنه اليوم بأيدي بعضنا يحدث، والخوف الذي حاول زراعته البعض منذ عقود لدى أهلنا من المسيحيين ينتشر اليوم ونحن نشاهد مسيحيي الموصل يغادرون بيوتهم لأنهم رفضوا دفع الجزية أو دخول الإسلام بالإكراه.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو