الأحد 2024-12-15 08:53 م
 

ليبيا .. زهرة الربيع العربي

11:03 ص

قدر الأردن أن يدفع بعض أثمان تفكك الدول وبعثرة الأمان ومؤسساته في دول عربية، فرح الناس لها باعتبارها ساحات لنجاح الربيع العربي لنكتشف ?حقا ان عصا الربيع عصفٌ بحق ابناء تلك الدول في الحياة الطبيعية وتم استبدال اجهزة القمع بميليشيات تقتل باسم الدين او عصابات تسلب ا?مان او اقتتال يقوض اركان الدول ويحولها الى ركام مؤسسات.اضافة اعلان

لم تكن المشكلة في صدق من خرجوا مطالبين با?صلاح او محاربة الفساد والظلم. فهؤ?ء مارسوا حقهم. لكن العبرة بالنهايات. فالناس خرجت صادقة لكن ماجرى كان اكبر من قدرات الناس على صناعة واقع افضل والحفاظ على الحياة الطبيعية فكان مانراه حولنا من دم وفوضى وغياب المؤسسات وضياع ا?مان.
ا?ردن يدفع ثمن الفوضى في سوريا. وايضا كان العدوان على ا?ردن من خلال اختطاف السفير ا?ردني. ولعلها حادثة تكشف لنا نحن ا?ردنيين كم هي المعاناة التي يعيشها الشعب الليبي الشقيق من حكم الميليشيات التي يسيطر كل منها على جغرافيا ومؤسسات وحتى النفط فهو مناطق نفوذ. وكل هذا على حساب الدولة الغائبة التي عجزت عن حماية رئيس الوزراء السابق يوم ان اختطفته ميليشيا معلومة هناك. والرئيس الحالي الذي قدم استقالته قبل ايام بعدما تعرض ?عتداء من احدى الميليشيات.
الربيع وقبله ا?حتلال ا?مريكي للعراق اكد حقيقة هامة وهي ان تفكيك الدول بالطرق التي رايناها لم يتبعه الحد ا?دنى من النجاح في اعادة تركيبها. ولهذا تضيع السنوات دون ان تتمكن الدول المفككة من اعادة بناء نفسها او امتلاك الحد ا?دنى من ا?ستقرار الذي كانت عليه.
ليبيا واخواتها من دولنا التي قطفت اول ثمار الربيع تحولت من دول الى قطاعات نفوذ لميليشيات. او ?ستنزاف ما تبقى من مؤسساتها المدنية والعسكرية في مكافحة الفوضى وا?ضطراب. وستبقى هذه الدول تحت مطرقة ا?ستنزاف لمستويات تفكيك الدول او حكم الميليشيات. وهي تقدم نموذجا لمآ?ت عمليات ا?صلاح غير ا?من. او حا?ت الفوضى التي تحول الدول الى ساحات نفوذ لدول اخرى. فيقال ان تلك المليشيا تتبع لهذه الدولة او تلك. او ان كميات مؤسسات ا?علام والسياسة التي فيها ليست معيارا للحريات بل لتدفق اموال او محاو?ت بناء نفوذ لدول وجهات خارحية.
رغم مرارة حادثة اختطاف السفير ا? انها فرصة لندقق نحن ا?ردنيين في تلك التجارب ونهاياتها. مع كل امنياتنا ?شقائنا بالأمن وا?ستقرار.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة