الجمعة 2024-12-13 12:30 ص
 

ليست كاميرات

08:34 ص

.. نفهم العقلية التي اختصرت الجهد الاردني في موضوع الاقصى بتركيب كاميرات ترصد كل جوانب الموقع المقدس. فالناس في بلدنا يرفضون لمجرد الرفض والبقاء على الرصيف، واختيار الاسهل.. والاسهل هنا ان تدير وجهك للذين يعملون.. فهم يكشفون حالة القعود الوطني.اضافة اعلان

لم يكن الالتزام الاسرائيلي هو تركيب كاميرات، وانما هو اعتراف بان المسجد الاقصى ومقدسات القدس هي اسلامية (ومسيحية)، وانها مكان لصلاة المسلمين وليس غيرهم.. وان الزيارة السياحية لليهود، والمجوس، والبوذيين والهندوس يتم ترتيبها عن طريق الأوقاف الأردنية.
.. هذا هو بيان نتنياهو، وهذا ما قبله الأردن لتخفيف التوتر في المدينة المقدسة، اما الذي يريد ان يناضل.. فله ذلك.. فالأردن لا يمنع أحداً من النضال.
ميزة سياسات عبدالله الثاني الوضوح والصراحة، فهو لا يتاجر بالقضية، لكنه كجده العظيم، يقف بكل شجاعة الى جانب الشعب الفلسطيني، ويقاتل في القدس وفي باب الواد وفي نابلس وجنين، وفي الكرامة.
لكن الاردن، في كل الاحوال، لا يرفع شعارات من البحر الى النهر، ولا اعلان حروب غير قابلة للانتصار.. او حروب كلامية عن بعد آلاف الكيلو مترات..
نحن التزمنا بالحفاظ ورعاية مقدسات القدس وتأريخ المدينة وشخصيتها العربية، وموقفنا قوي وكسبنا القوى الدولية المؤثرة، والأمم المتحدة، واجبرنا نتنياهو على احترام معاهدة السلام التي تنص على «رعاية مقدسات القدس وصيانتها»، أما الكاميرات المرتبطة بالأوقاف وليس «الشين بت» فهي للتوثيق.. توثيق كل يوم، كل دقيقة، كل ثانية من الحركة على مداخل وساحات الاقصى.
والذين يعتقدون ان كل شيء يقوم على «التنسيق الامني» فان عليهم ان لا يشملوا الاردن به.. فالتنسيق في ظل معاهدة السلام له مفهوم آخر.. ولعل قضية اغتيال خالد مشعل هي نموذج لمثل هذا التنسيق، وقد دفع نتنياهو ثمناً غالياً لهذا الخطأ.
المهم، أن الحسابات الأردنية في التعامل مع القضية الفلسطينية والفلسطينيين، تقوم على الشفافية والصراحة فالرئيس عباس له مكاتبه في عمان، ويستقبل فيها قادة العالم، وللمجلس الوطني مكاتبه، والسفارة نشيطة وتعمل ولا حدود لحريتها، وحماس كانت قيادتها في عمان.. حتى اختارت أن تتحالف مع إيران وغير إيران، وان تلعب لعبة الخطر القاتل.. لعبة الوحدة الوطنية.
وبقية المنظمات الفلسطينية موجودة: الجبهة الشعبية وظلها الأردني، والديمقراطية وحزبها الاردني، وخلايا القيادة العامة في البقعة، فالاردن لا يفرض على الفلسطينيين سياسته العربية. فاذا اختار احد ان يلعب في الداخل فسيتم قمعه. لأن هذا الوطن ليس لنا سواه.
... الجهد الأردني، لم يكن تركيب كاميرات في المسجد الاقصى.. فلننتبه.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة