اقترن شهر رمضان في ذاكرتنا التاريخية بمعارك فاصلة، وبأحداث جسام منها ما كان فارقا بين ما قبلها وما بعدها، حتى الحرب الوحيدة التي خاضها العرب ضد اسرائيل وانتهت الى انتصار وعبور اقترنت ذكراها ايضا بهذا الشهر، لكن ما طرأ علينا كعرب ضمن تحولات عاصفة اعادتنا الى الوراء هو ان المناسبات الدينية تحولت الى مآتم، ففي هذا الشهر سالت دماء في تونس والكويت ومصر والعراق وسوريا واليمن وليبيا تكفي لإرواء صحراء ظامئة، ولأن يكون ربيعنا القادم تضاريس حمراء من شقائق النعمان .
انه امر يتجاوز المصادفة ان تصبح المناسبات الدينية في عالمنا العربي مآتم، وان تشهد كل هذه الاستباحة للابرياء، فالسائح الاوروبي الذي ادخر من دخله ما يكفي لأن يستحم اياما تحت الشمس شرقي البحر المتوسط الذي اصبح هو ايضا متطرفا في عدد غرقاه ومهاجريه يكافأ على اختياره تونس او مصر او اي بلد عربي آخر بالقتل، والمصلّون الذين لم يضعوا سيوفا او مسدسات تحت عباءاتهم يُقتلون وهم سجود، ويبدو ان هذه المتتالية لا نهاية وشيكة لها ما دام هناك من يرضعونها ويغذونها بمزيد من ثقافة الكراهية والاقصاء المتبادل والانتقام . ولم نعد ندري عن اي اسلام يهذي هؤلاء الذين اصبح المسلمون اهدافا سهلة لسياراتهم المفخخة واحزمتهم الانتحارية!
ألم يتبق للعرب والمسلمين حتى عدو واحد يجرب فيه هؤلاء ما لديهم من سلاح وانتقام وثأر ؟
ان المسالة الان بدأت تدخل الى طور آخر، وقد يأتي يوم لا يبقى فيه زقاق او معبد او شارع آمن، لأن هذا التمدد الأعمى لا يعترف بأية بوصلة، فالاخر بالنسبة اليه هو عدو حتى لو ثبتت براءته . وما نخشاه هو أبعد مما جرى وقد يجري في المدى المنظور، انه حالة الفوضى السّديمية التي قد تتحول الى نمط حياة، وبالتالي ينشغل كل فرد فيها بما يحقق الامن ولو كان نسبيا لنفسه وذويه .
خطورة المسألة تتخطى الراهن بكل ما يعج به من دمار وفوضى وعدمية الى مستقبل اصبح الان مهجورا ولا احد يفكر فيه بحيث يتحول الى كمين تاريخي لأحفادنا واحفاد احفادنا ما دام المسلسل الدموي بلا نهاية .
والسؤال مرة اخرى لماذا يحدث هذا كله في رمضان، ولضحايا صائمين او ساجدين ؟ وما هي الفلسفة او الفقه الذي يبرر قرارا باعدام جماعي لأمة، لكن من خلال ما يتيسر منها من اهداف سهلة، وليس هناك هدف للاعدام اكثر من الابرياء لأنهم يخرجون من منازلهم ساعين من اجل رزقهم ورزق اطفالهم في زمن اعجف، شحّ فيه الضرع وجفّ الزرع، لأن التصحر بمعناه الدقيق ومعناه المجازي أتى على كل شيء !!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو