الجمعة 2024-12-13 12:56 ص
 

ماذا بعد لعبة الأرقام

01:56 م

لعبة الأرقام من إنتاج قيادة الإخوان المسلمين الذين أكدوا أنهم سيحشدون خمسين ألفاً للقيام بزحف مقدس لإنقاذ الوطن ، وعندما لم يستطيعوا أن يحشدوا نصف هذا العدد أدعى أعلاهم صوتاً من على منبر بريطاني بأن عدد المتظاهرين تجاوز سبعين ألفاً وهو يعرف أنه يقول للناس غير الحقيقة ، مما يزعزع الثقة به ويذهب بما قد يكون هناك من بقايا مصداقية ، المهم أن الزحف لم يكن مقدساً ، ويظل المطلوب إنقاذ الوطن من الزحوف غير المقدسة.اضافة اعلان

ليس من مصلحة الإخوان أن يحتكموا إلى لعبة الأرقام فالنتائج لا تناسبهم ، فإذا حشدوا عشرين ألفاً فإن الطرف الآخر يستطيع أن يحشد أضعاف هذا الرقم ، ولماذا نذهب بعيدأً طالما أن عدد المسجلين الذين زحفوا للمشاركة في الانتخابات في مواجهة مقاطعة الإخوان لها قد تجاوز المليونين ، كلهم ضد قرار الإخوان بالمقاطعة والصدام مع الدولة.
نعم ليس من مصحلة الإخوان طرح الموضوع وكأنه صراع بين قطبين أحدهما الإخوان والثاني هو الدولة والنظام ، فالمنافسة ليست متكافئة لأن الناس يريدون الإصلاح والأمن والاستقرار والاعتدال ، وهم يجدونها في جانب الدولة والمؤسسات الدستورية ويفتقدونها في جانب الإخوان ، الذين لا يهمهم سوى قانون انتخاب مفصل على مقاسهم ، والوصول إلى الحكم عن طريق الشارع طالما أن نصيبهم من الوسائل الدستورية ضئيل.
من أغرب الأمور أن بعض كتـّاب الإخوان يصفون خصومهم بأنهم أصحاب الشد العكسي أي أنهم رجعيون ضد المستقبل ويرون أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ، مع أن أصحاب الشد العكسي هم الذين يطالبون بالرجوع إلى الماضي البعيد ويعتقدون أن بإمكانهم إعادة إنتاج عمر بن الخطاب الذي لم يتكرر طيلة أربعة عشر قرناً ولا يستطيع أحدهم أن يطاول قامته أو يرتقي إلى مستواه.
من المفيد أن يحسب عقلاء الإخوان الأرباح والخسائر من غزوة الجمعة الماضية ، فهل ربحوا شعبياً أم خسروا ما قد يكون لهم من رصيد؟ هل كان الأردنيون ينتظرون زحف خمسين ألفاً بفارغ الصبر لأنه سيحقق طموحاتهم ، أم أنهم كانوا يتوجسون خيفة من حدوث الأسوأ بشكل صدام دموي.
الزحف الفاشل كان يقصد به تحدي الدولة ، ومحاولة إثبات قدرة الإخوان على أن يفعلوا في الاردن مثل ما فعلوا في سوريا إذا لم يسارع الجميع للركوع أمام مطالبهم وشروطهم. والنتيجة معروفة.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة