الخميس 2024-12-12 03:34 م
 

متى تخرج العقبة من غفوتها؟!

01:43 ص

تعثر مشروع العقبة باعتباره منطقة خاصة،وباستثناء فترتين مزدهرتين مرتا على العقبة،خلال اثني عشر عاماً،وجلبتا استثمارات ضخمة،باعتبارها منطقة خاصة،الا ان المدينة ومشروعها غرقا،لاحقاً،في غفوة على الشاطئ الرملي،وتحت وطأة الشمس اللاهبة.اضافة اعلان


تغييرات كثيرة،جرت خلال السنوات الماضية،على مستوى سلطة العقبة،وتداخل الشخصي بالعام،والتحاسد بالموضوعية،في تقييمات اداء السلطة على مدى رئاسات السلطة المتعددة،غير ان المشروع كله كان الاهم من الاشخاص وعرضة لتأثيرات متنوعة.

كان لافتاً في حالات نقد بعض الرئاسات،على قرارات معينة،فيما تم السكوت على رئاسات اخرى،قامت بنفس الامر،وهذا يثبت ان الجانب الشخصي،يطغى على العام.

يثبت ان لا احد يهتم بذات المشروع،بقدر الاشخاص والرغبة بأيذائهم،دون اي حساب لكلفة ايذاء ذات المشروع،وتشويه سمعته.

الازمة الاقتصادية العالمية،تركت أثرها على المشروع،كما ان تشويه سمعة المشروع،بسبب لوبيات تقف مع هذا ضد ذاك،وبسبب التراجعات الاقتصادية، وتأثيرات الربيع العربي وحراكات الاردن،كل ذلك أدى الى انجماد كبير في المشروع.

زاد من ذلك التغييرات التي جرت على مستوى رئاسة السلطة، فمن اقتصاديين وخبراء في الاستثمار،تم الاتجاه الى اشخاص من خلفيات الوظيفة العامة،لاتعرف الحد الادنى من الخبرة في ادارة مشروع اقتصادي مهم،ولاهي مؤهلة اساساً لهكذا موقع.

شبعنا نقداً وتسويداً لكل شيء.ماهو مهم،يتعلق بإحياء المشروع،لأن العوامل التي تعرقله،بدأ تأثيرها بالتراجع،فالمستثمر الاردني او العربي او الاجنبي،لابد من تشجيعه للقدوم الى العقبة،خصوصاً،ان الاردن يبدو مؤهلا ليبقى البلد الاكثر أمناً في هذه المنطقة.

من جهة ثانية فإن المخاوف من الربيع العربي،وتكرار احدى ُنسخه في الاردن،تنعدم اليوم في البلد،فهناك اجماع في الاردن،بعد مارآه الناس في كل الدول العربية،على انهم يريدون اصلاحاً فقط. يريدون اصلاحات،دون تخريب البلد، أو هز استقراره،أو نسخ احدى نسخ الربيع العربي هنا،اذ لنا عقولنا وشخصياتنا،ولسنا ببغاوات تكرر مايقوله الاخرون فقط،دون تفكير او تحليل،بحيث ننتحر اسوة بشعوب عربية،رفضت الظلم،فتم تدميرها كلياً،فوق ماكان فيها.

هذا يعني ان مخاطر الفوضى في البلد تراجعت بشدة،مقارنة بالعام الماضي،فمن هو الاردني العاقل الذي يقبل هدم الدولة،او بث الفوضى،او ذبح الناس والتناحر الدموي على السلطة وانهيار الاستقرار،تحت هدف يقول ان كل هذا يأتي لاصلاح البلد!!.

بشكل ادق،خرج الاردن من مخاضة الخطر،بصلابة وقوة وتماسك،وهذا احساس الاغلبية،وثبت ان الدولة قوية،والناس يلتفون حولها،ويعرفون ان بديلها هو الخراب،ولهم في دول الربيع العربي ادلة ملموسة،على انها خرجت من خراب صغير،الى دمار شامل.

المطلوب من سلطة العقبة اليوم،ألا تبقى في غفوتها،وان تصحو من الغفوة التي تبررها بوضع الاردن الداخلي،ووضع دول الجوار،الى آخر هذه التبريرات،وعلى السلطة ان لاتحتمي بعناوين مثل هذه لتفسير غيابها وعدم ابداعها وسعيها للجديد.

لانريد عرقلة المشروع،ولا السلطة ولا رئاستها،لكننا ندعو السلطة بكل تقدير الى وضع خطط جديدة،فالمناخ مناسب جداً،والاتكاء على الازمة الاقتصادية العالمية،وحراكات الداخل الاردني،والربيع العربي،ومارأيناه العام الفائت،اتكاء سقطت مبرراته اليوم.

أخطرما يواجهه مشروع العقبة،تحويله الى مشروع روتيني يدار بعقلية حكومية بسيطة،لكننا وحتى لانعرقل رئاسته الجديدة،ننتظر الذي ستفعله لاحياء المشروع،في توقيت يبدو مناسباً الى حد كبير.

عبورالاردن لمخاضات الخطر،يقول للسلطة ان عليها ان تتحرك فوراً،فلم يعد هناك اي سبب يؤدي الى نفوركثيرين من الاستثمار في هكذا مشروع،في ظل خوفهم من عدم استقرار البلد. الاردن يستحق ان يبقى ويعيش،وهذا الاستحقاق بحاجة الى اجراءات قبل العواطف والشعارات.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة