الجمعة 2024-12-13 12:39 ص
 

مناصب الأردنيين

02:03 م

?بدأ ولع ا?ردن??ن بالمناصب من وظ?فة حارس ?قدمھا ا?ردني على أي مھنة حرة في القطاع الخاص قد تدر عل?ھ أضعاف الراتب، و?نتھي بمنصب الوز?ر الذي ?ستنفر حولھ مئات ا?ردن??ن حالمااضافة اعلان

ترحل حكومة، و?بدأ مشروع تشك?ل أخرى؛ رجال أعمال، ورؤساء جامعات وأكاد?م?ون، وألو?ة متقاعدون، وأطباء كبار، ومھن?ون.. كلھم ?رنون بجد إلى المنصب الثم?ن، و?وسطون من أجلھ كل من
?عرفون.
وما ب?ن المنصب?ن تشرئب ا?عناق نحو كل شاغر ?صدف، و?بدأ سباق الواسطات من أجلھ؛ مجلس ا?ع?ان، مجالس ا?مناء، مجالس ا?دارات، ولجان مؤقتة أو دائمة.
وح?ن تم تع??ن اللجان المؤقتة ورؤسائھا ?دارة البلد?ات إلى ح?ن إجراء ا?نتخابات، أذكر أنني اتصلت بوز?ر البلد?ات وحدثتھ عن قر?بي، مد?ر ا?شغال في إحدى المحافظات. فطمأنني بأنھ قد تم
تع??نھ مد?را للبلد?ة. وكان ھذا اتصالي ا?ول والوح?د معھ بھذا الشأن. فقلت لھ إنني أعرف، لكنني أتوسط عندك ?عفائھ من ھذه المسؤول?ة. إ? أنھ لم ?أخذني على محمل الجد. وعندما ألححت عل?ھ جادا،
أطلق ضحكة مدو?ة، وقال: ھذه جد?دة فع?؛ أنا أتلقى مئات ا?تصا?ت لتع??ن رؤساء وأعضاء مجالس بلد?ة من زم?ئك ومن كل صوب، وأنت تتصل ?عفاء قر?بك.
وأنا كنت تعجبت بالفعل من طلب قر?بي؛ فھو كان س?حصل على راتبھ الحكومي إلى جانب راتب المسؤول?ة التي ُكلف بھا. لكن كان رده علّي أّن في البلد?ة أكثر من أربع?ن شخصا حمولة زائدة، ?أتون
نھا?ة الشھر لقبض الراتب فقط، وھو ? ?ستط?ع قبول ذلك، وس?صطدم معھم، وقد ?طلب 'ترو?حھم'، ومنھم زعران معروفون، ولن ?غامر بنفسھ و? ?ر?د إط?قا ھذا العمل.
وقد صادفني غ?ر مرة أن ?طلب أكثر من شخص التوسط لنفس المنصب على رأس إحدى الدوائر، كل منھم ?قدم نفسھ، بالطبع، بوصفھ ا?جدر وا?حق، وأنھ ?طلب التوسط لضمان ھذا الحق، كونھ
?خشى أنھ من دون ذلك قد ?ذھب المنصب من دون وجھ لصاحب واسطة. و?مكن أن ?قول لك معلومات لد?ھ عن ھؤ?ء. وفي الغالب، أتصل للتوثق من أن ا?مور ستجري بالطر?قة الصح?حة، ووفق
ا?ل?ة المعلنة لتصف?ة المرشح?ن للوصول إلى ا?كفأ وا?جدر بع?دا عن المحسوب?ات. لكن لو حدث ذلك، وتم ا?خت?ار بالطر?قة الصح?حة، فمن ?قنع البق?ة بذلك؟! وعلى ا?قل، فإن كل واحد من
الخاسر?ن س?فضل ا?دعاء بأن الواسطة ھي التي جلبت غ?ره، على ا?عتراف بأنھ أقل جدارة ممن تم اخت?اره.
ھل كان ا?مر عندنا ھكذا دائما؟ أشك أن الطموح للمنصب الوزاري كان ?شمل ھذا العدد الھائل من الناس. وربما أن كثرة التدو?ر لھذا المنصب، ووصول كث?ر?ن من دون م?زات جل?ّة وس?اق واضح
ومفھوم، قد نز? بھ كث?را؛ ل?شعر المز?د من الناس أنھم ل?سوا أقل استحقاقا من غ?رھم لھذا المنصب. وكذلك حال أي مناصب أخرى.
الحق?قة أن الم?زات والمنافع الكث?رة للمناصب التي ولّدتھا المؤسسات المستقلة فتحت شھ?ة المز?د من الناس. وھناك اعتقاد عام بأن المنصب مكافأة لمن ?حصل عل?ھ، ول?س إسنادا لعمل ?جب أن ?ضطلع بھ شخص ذو صلة. ونموذج سلبي واحد ?أكل عشرات النماذج ا??جاب?ة الصح?حة، وكل حالة ترض?ة تضع خلفھا عدة حا?ت استندت إلى ا?سس الصح?حة، ولم تتدخل ف?ھا ?د الواسطة
والمحسوب?ة.
واقع الحال أن الثقافة والسلوك في التعامل مع المنصب العام ?تراجعان، فھل من سب?ل لعكس ا?تجاه، أم نستسلم ونقول: ? ?ُصلح العطار ما أفسد الدھر؟


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة