صرح وليد فارس المستشار من أصل لبناني في حملة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أن الإدارة الاميركية الجديدة، ستسعى إلى إحياء تحالف دول الخليج مع الأردن ومصر من جديد، كأساس لإدارة العلاقة الأميركية مع المنطقة في المستقبل.
من الناحية التاريخية، كان مثل هذا التحالف ممكنا وقائما بالفعل، لفترات من الزمن. في السنوات الأخيرة تعرض لاهتزازات قوية بفعل المتغيرات الثورية التي ضربت المنطقة وأطاحت بنظام مبارك في مصر. وفي فترة حكم الإخوان المسلمين لمصر شهدت العلاقة بين أضلاع التحالف اختلالا كبيرا.
بعد سيطرة الجيش على الحكم في مصر، وقفت دول خليجية بارزة بالإضافة للأردن إلى جانب النظام الجديد في مصر. أما إدارة الرئيس باراك أوباما، فقد ترددت كثيرا قبل أن تنفتح بشكل مقبول نسبيا على نظام السيسي، الذي كان أول المرحبين بفوز ترامب في الانتخابات، في تعبير واضح عن ضيقه من سياسات أوباما حيال نظامه.
لكن في ضوء المتغيرات التي عصفت بالمنطقة، وبعلاقة واشنطن مع حلفائها التقليديين، ليس من السهولة بمكان إعادة إنتاج التحالف المذكور بنفس الشروط القديمة.
لقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر كما يقال؛ فدول الخليج ليست على كلمة واحدة حيال نظام السيسي في مصر. وثمة خلافات لا يمكن إنكارها بين مصر والسعودية بشأن الموقف من نظام بشار الأسد في سورية. وأكثر من ذلك قطيعة تامة بين مصر وقطر، وفتور شديد بين الأخيرة والأردن.
إدارة ترامب، والتي هي قيد التشكيل، لم تقدم بعد تعريفا للعلاقة مع العالم العربي. أفكار الرئيس الجديد عن الشرق الأوسط ماتزال مشوشة ومضطربة إلى حد كبير، وتصريحاته بهذا الخصوص متناقضة؛ فهو يعارض الاتفاق النووي مع إيران، من جهة، ويطالب دول الخليج بدفع الأموال لواشنطن مقابل حمايتها من جهة أخرى. وفي الشأن السوري يتخذ موقفا مختلفا عن موقف السعودية وقطر، فهو يمنح الأولوية للحرب على داعش، قبل البحث بمصير النظام السوري، ويدعم التدخل الروسي، بخلاف الموقف الخليجي المعارض.
وبشأن الموقف من القضية الفلسطينية، قدم ترامب وعودا كارثية لإسرائيل، الوفاء بها سيؤدي إلى تأجيج الصراع في المنطقة، ويضع العلاقات العربية مع واشنطن في مهب الريح. مع التأكيد أن الساسة والخبراء الإسرائيليين، كسائر المراقبين حول العالم، قلقون من غموض سياساته، ويخشون من ردات فعل غير متوقعة، نظرا لشخصيته المزاجية المتقلبة.
كان أحد اهم أسباب صمود التحالف الخليجي مع مصر والأردن في السابق، يتمثل في قدرة دول الخليج على تحمل الكلف المالية لهذا التحالف. لكن في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها السعودية ودول الخليج الأخرى، بسبب انخفاض عائدات النفط، وانتهاج سياسات تقشفية على كل المستويات، سيكون من الصعب حقا قيام تحالف استراتيجي كالذي تطمح إليه إدارة ترامب من دون توفير الدعم المالي اللازم لإدامته، في وقت تواجه فيه كل من الأردن ومصر أوضاعا اقتصادية صعبة.
ليست أميركا وحدها التي تغيرت، العالم العربي تغير أيضا، ويمر بمرحلة انتقالية حرجة، لا تصلح معها مقاربات الماضي لعلاج أزمات الحاضر.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو