السبت 2024-12-14 09:11 م
 

هي الحرب

07:33 ص

ما يجري على حدود المملكة شمالاً وشرقاً هي حرب بكل معنى الكلمة لكنها ليست كغيرها من الحروب التي عرفناها على مدى العقود الثمانية الماضية، هي حرب غير نظيفة لانها بدأت بين أشقاء وبين ابناء الوطن الواحد وعندما اتسع مداها هب ليزيد من سعيرها بعض الأخوة الأعداء ومعهم وخلفهم أعداء الأمة التاريخيين باسم الدين والدين منهم براء وباسم نصرة الطائفة وهي احدى مقدمات هدم الدين الذي ننتمي اليه والى نبيه العظيم.اضافة اعلان


لقد ادركت قيادتنا الحكيمة منذ البداية الأبعاد الخطيرة والمرامي المشبوهة لدعوات المجموعات الارهابية المجهولة النسب والتي ولدت وكبرت وتوسعت على أرض أكبر وأهم دولتين عربيتين واتخذت أبشع سياسات القتل والحرق والسبي في التعامل مع أبناء سوريا والعراق باسم الدين والطائفة وكان عدوها الرئيسي أهل الدين نفسه وأهل الطائفة نفسها وتمددت أفعالها وجرائمها لتصل معظم بلاد العالم.

لقد قال جلالة الملك ومنذ سنوات اننا في حالة حرب مع هذه العصابات الارهابية وعلينا مواجهتها بكل ما نستطيع لأنها حرب على الاسلام والمسلمين وعلينا نحن المسلمين واجب التصدي لها.

لقد لبّى الجيش وقوات الأمن نداء الملك ووقفوا على الحدود يحمون تراب الوطن ويذودون عن شعبه وأهله بكل ما يملكون من قوة وسلاح واستطاعوا بصبرهم وشجاعتهم أن يعيدوا جماعات الارهاب ويدمرونها في مكامنها ويوقفوا زحفها قبل ان تُدنس تراب الأردن الغالي الطهور، وقدّموا من أجل ذلك الشهيد تلو الشهيد دون تراجع أو تردد ودفعوا الثمن بدمائهم وأرواحهم وكان أهلهم يهتفون خلفهم وفي جنازاتهم كلنا مشاريع شهادة وكلنا نموت من أجل أن يبقى الأردن حراً أبياً.

لكني وأنا أشهد ما يحدث اليوم على حدودنا الشمالية في الرمثا وحوشا بني خالد وسما ومغير السرحان وأسمع أصوات المدافع وهدير الدبابات والطائرات على مقربة من هذه المواقع الأردنية التي شهدت قوافل الدبابات وجحافل الجيش العربي الاردني عندما هبّ لنجدة أشقائه في سوريا وعلى هضبة الجولان، وكيف تغيرت الحال، وأصبحت ساحات سوريا الأبيّة مفتوحة لكل من هبّ ودبّ وكانت اسرائيل التي لمْ تتوقفْ عن قضم أرض فلسطين والجولان هي الرابح الوحيد دون أنْ يهتزَ لها جفن أو يتحرك لها قدم.

أعود لأذكّر أبناء الأردن الأشاوس بما حذر منه الملك حفظه الله وأعزه بأن الوطن في حالة حرب مع عدو هويته الارهاب والقتل وتحريف الدين والشريعة الغراء، وعلينا أن نقف صفاً واحداً دون تفريق خلف قيادته الحكيمة الشجاعة وأن نُلقي خلفنا كل أسباب الفرقة واضعاف وحدة الصف وأن لا نلتفت الى دعوات أولئك الذين انشغلوا عن معركتنا مع الارهاب بمعركة ضرورة تحفيض أسعار البطاطا والبيض، وأن يتوقفوا عن الانجرار وراء دعوات الطابور الخامس وربما هناك طابور لا نعرفه يحاول أن يُبعدنا عن الهدف ويَجرنا الى متاهات مظلمة لا تكون الاّ لمصلحة أعدائنا وهم كُثر.

علينا نحن الاردنيون وأمام هذا الخطر المحيط بنا من كل جانب أن نؤكد على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية وأن نواصل الالتفاف حول جلالة الملك وقيادته الرشيدة وأن ندعم بكل ما نستطيع قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وأن نساهم في عملية التوعية الوطنية وأن لا نفسح المجال لأولئك الذين ينامون ولا يصحون الا لصوت الفتنة والفرقة ومنهم جماعات الخلايا النائمة التي من صفاتها الغدر والجُبن والخيانة.

نحن فخورون بوطننا وبقيادتنا ولا زلنا وسنبقى الأوفياء لوطننا ولعروبتنا ونحن أحفاد الرجال الذين شاركوا في مسيرة الثورة العربية الكبرى وحاربوا في فلسطين وعلى أسوار القدس.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة