«وبَشِّر القاتل بالقتل ولو بعد حين» وكما تزرع تحصد ومن يزرع الأنواء يحصد العواصف وكان على بشار الأسد شخصياً أن يتوقع مثل هذه الضربة القاصمة ،التي تلقاها يوم الأربعاء الماضي والتي قُتِلَ فيها كل هذا العدد من كبار رموز نظامه، منذ انْ أخذته العزة بالإثم وبدل أن يتعامل مع أطفال درعا بعطف الأب وحنانه اختار أن يعالج الأمور بالعنف وإراقة الدماء ودون أن يدرك أن العنف يولد العنف وأن إراقة الدماء إذا بدأ بها أي حاكم في التعاطي مع شعبه فإنها بالتالي ستؤدي الى أنهار من الدماء وهذا هو ما حصل في سوريا حيث انتهت الأمور الى هذه النهاية وهي قد تنتهي الى ما هو أخطر وأصعب من هذه النهاية.
والأصعب والأخطر على بشار الأسد بالنسبة لما جرى يوم الأربعاء الماضي ليس في أنه اُخْتُرِق في أكثر دوائر نظامه دقة وأهمية وخطورة وليس في أنه فقد كل هذا العدد من رموز الصف الأول من مساعديه وإنما أن هذه العملية النوعية ،التي لاسابق لها في المنطقة كلها إلاّ مذبحة «البرامكة» في بغداد ومذبحة «المماليك» في القاهرة، قد أفقدت نظامه الإستخباري هيبته وحررت الشعب السوري من حالة الرعب التي بقي يعيشها لأكثر من أربعين عاماً.
سيبقى الناس يتجادلون حول الجهة التي نفذت هذه العملية ،التي تدل على الإحتراف وعلى مدى اختراق من قاموا بها لأخطر حلقات نظام بشار الأسد الإستخبارية، وسيحاول هذا النظام في باقي ما تبقى له من الوقت إلقاء المسؤولية على «أعداء الخارج» وعلى بعض الدول المجاورة وعلى «العدو الصهيوني والإمبريالية العالمية»!! وهو سيقوم بالتأكيد من قبيل رد الإعتبار والحفاظ على ماء الوجه بحملة اغتيالات ستشمل رموز المعارضة السورية وقادة الجيش الحر وستشمل أيضاً بعض الدول العربية المساندة لثورة الشعب السوري بالأموال وبالأسلحة وبالمواقف السياسية.
لقد انتهى هذا النظام من حيث حسابات الأمر الواقع لكنه والى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة سيلجأ بمساندة إيران وحزب الله وربما الإستخبارات الروسية أيضاً الى حملة اغتيالات سيبدأ بها قريباً وهو سيتَّبِعُ في هذا المجال استراتيجية فِرَق الحشاشين وقلعة «ألْموت» ،أي قلعة النسر، التي أتبعها حسن الصباح حيث كان يُرسل فرقه من أصفهان لتزرع الرعب وبخاصة في العراق وبلاد الشام وحيث كانت قد نفذت عملية إرهابية ضد صلاح الدين الأيوبي لالغائه الخلافة الفاطمية التي كانت تشكل امتداداً للدعوة الإسماعيلية والتي كانت لا تزال ينظر اليها على أنها إحدى فروع الدعوة الشيعية.
ستكون «قلعة ألْمُوت» بالنسبة لبشار الأسد هي «القرداحة» التي يقال أنه انتقل إليها والتي كانت قد نُقلت إليها منذ سنوات كل رموز الدولة السورية حتى بما في ذلك موجودات البنك المركزي والمستندات الرسمية وأيضاً حتى سلاح الجو وكل الدبابات والصواريخ والأسلحة المتطورة وحيث من هناك من هذه «القرداحة» وجبال النصيريين سيبادرالى القيام بإزعاجاتٍ لدول المنطقة وبخاصة الدول المجاورة وقد ينتهي الأمر ،هذا إن لم يتم القضاء عليه بسرعة، الى إعلان الدولة الطائفية التي يكثر الحديث عنها في هذه الأيام والتي هي قائمة بالفعل منذ وصول والده حافظ الأسد الى سدة الحكم في عام 1970.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو