الخميس 2024-12-12 06:53 ص
 

.. يكسب بوتين!

07:52 ص

بتفتت الاتحاد السوفياتي بالطريقة العشوائية التي تفتت بها، لم يكن من السهل ان يكون استقلال جمهورياته دون تعقيدات مستقبلية. فقد اختلطت شعوبها، وتوزع الروس بين الجسم الأصلي، والتوابع القريبة والبعيدة، وكان من الطبيعي بعد ان استرد الجسم الاصلي عافيته، ان يعيد النظر: فكانت عملية قمع الشاشان، ثم الاستيلاء على «الجزء الروسي» من جورجيا، بالقوة. وها هو السيناريو يتكرر في أوكرانيا!!.اضافة اعلان

لقد استطاع الذكي بوتين أن يرتب أوضاع الجار الاوكراني بعد الثورة البرتقالية. فهذا البلد فيه جزء هام جدا على البحر الاسود هو شبه جزيرة القرم، وهذا الجزء يضم الاسطول الروسي. ودون هذه القاعدة البحرية لا طريق لروسيا الى المتوسط. وفي اوكرانيا.. الشمال والشرق اكثرية روسية لا تقبل التعايش مع اوكرانيا اوروبية. ثم هناك مُلكيات وطنية روسية:
- ممر الغاز إلى أوروبا.
- مصانع طائرات.
- مفاعلات نووية.
ودون السيطرة الفنية والإدارية الروسية يمكن ان تتكرر كارثة تشيرنوبل.. وهي تؤثر على اوكرانيا وعلى روسيا، سواء بسواء!!.
لقد بدأ الصراع من أزمة اوكرانيا الاقتصادية وديونها التي بلغ قسطها السنوي خمسة عشر مليار دولار. وبطريقة غبية عرض الأوروبيون بضعة مليارات على حكومة كييف، في الوقت الذي كان فيه الروس مستعدين لاعطاء منح مجزية لها، وتسعير الغاز بأسعار تفضيلية، وجدولة ديونها بشكل مريح. لكن الأمور كانت معدة للتفجير.. فالاغراء الأوروبي كان بطبيعة الحال اقرب الى الزوجة الشابة الجديدة من الزوجة الروسية العجوز!!.
.. الآن، يضرب بوتين فيحرّك، الجيوش الروسية في القرم أولاً.. ثم في الأجزاء الشرقية والجنوبية «الروسية». وهو بهذا يعرف أن أوروبا لن تحارب من أجل أوكرانيا. كما يعرف أن الولايات المتحدة ستكتفي بالانذارات الكلامية.. تماماً كما كان الحال في جورجيا!!.
نتحدث عن الاجراء القاسي الروسي في اوكرانيا وعندنا النموذج السوري. فالروس قوة جديدة طالعة على المسرح الدولي.. ومدعّمة بتأييد صيني حقيقي، وذلك بمواجهة قارة عجوز في اوروبا وقوة اميركية تراوح بين عزلة مبدأ مونرو، وبين دروس افغانستان والعراق القاسية.
.. ويكسب بوتين!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة