وأكد الصفدي خلال اللقاء بأن اعتراف المزيد من الدول بالدولة الفلسطينية خطوة ضرورية من أجل ترجمة المواقف السياسية التي تقول إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام إلى قرارات واقعية وحقيقية، ودعا بقية الدول إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لأنّه إذا كان العالم كله يقول إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار، فإن هذا الحل يستوجب ضرورة تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وبالتالي فإن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو ترجمة لاقتناعات سياسية عبّرت عنها كل هذه الدول."
وأضاف الصفدي: "ندعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وندعو أيضًا إلى اتخاذ خطوات ضد الجهة التي تقوّض فرص تجسيد هذه الدولة الفلسطينية، وهي الحكومة الإسرائيلية."
وأشار الصفدي إلى مؤتمر حل الدولتين الذي نظمته المملكة العربية السعودية الشقيقة وجمهورية فرنسا في الأمم المتحدة، والذي عبّر عن إجماع 125 دولة على دعم حق الشعب الفلسطيني في دولته وحريته على ترابه الوطني وفق حل الدولتين الذي سيضمن أيضًا أمن إسرائيل وعلاقات طبيعية لإسرائيل في المنطقة. فإذا كان هذا هو الاقتناع، فالمطلوب الآن خطوات عملية تؤكّد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتمنع كل الخطوات التي تحول دون تجسيد الدولة الفلسطينية. وإذا كان العالم كله يرى الاستيطان خرقًا للقانون الدولي وتقويضًا لتجسيد الدولة الفلسطينية وحل الدولتين، فبالتالي يجب أن تكون هنالك خطوات عملية لمنع الاستيطان. وكذلك الحال في مصادرة الأراضي، وكذلك الحال في الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية وغيرها من الخطوات والإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية التي تحرم المنطقة فرص تحقيق السلام، وتبقيها رهينة الصراع والحروب، وتدفع باتجاه عدم الاستقرار.
وفي ردٍ على سؤال حول سوريا، قال الصفدي:
"إن المنطلق الأساس هو أن الأردن يقف بالمطلق مع إعادة بناء الدولة السورية على الأسس التي تضمن أمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسيادتها، وحقوق كل مواطنيها وسلامة كل مواطنيها، لأن في نجاح سوريا نجاحًا للمنطقة، وفي استقرار سوريا استقرارًا للمنطقة، ومصلحة لنا في الأردن وفي كل الدول العربية."
وأضاف إنه فيما يتعلق بالجنوب السوري: "الأمن والاستقرار هو ضرورة لأمننا واستقرارنا. فهو عمقنا، واستضافت المملكة أكثر من اجتماع، آخرها اجتماعين خلال الشهر الماضي حول الأوضاع في الجنوب، وتحديدًا حول الأحداث المأساوية التي شهدتها محافظة السويداء. ونعمل مع الحكومة السورية ومع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التوصل إلى حل على أساس أن تبقى كل الأرض السورية موحدة، وأن محافظة السويداء جزء من سوريا كانت ويجب أن تبقى، وعلى أن سكان المحافظة هم مكوّن أصيل من الشعب السوري ويجب أن يبقى وأن يحظى بالأمن والاستقرار وكافة الحقوق، مواطنون سوريون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم كمواطنين سوريين."
وأضاف أن ثمّة خطوات عملية عبّر عنها "بيان عمّان" في نهاية الاجتماع الثلاثي الأردني السوري الأميركي للتعامل مع الأحداث المأساوية الأخيرة تشمل قرار الحكومة السورية التعاون مع هيئات الأمم المتحدة للتحقيق فيها ومحاسبة من ارتكب التجاوزات والفظائع، وإدخال المساعدات، والعمل على إعادة دمج السويداء جزءًا أساسيًّا ومكوّنًا أصيلًا من سوريا.
وقال إن الأردن مستمر في هذه الجهود، لافتًا إلى الاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية أردنية أميركية سورية من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، ومن أجل العمل على حل يبقي على وحدة سوريا ـ وهو خط أحمر ـ ويحفظ سلامة مواطني سوريا ـ وهو خط أحمر لنا وللحكومة السورية وللجميع ـ ويحفظ حقوق كل السوريين.
كما أكّد الصفدي استمرار كل الجهود من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى الجنوب السوري، لأن في ذلك حقًا لأهله، ولأن في ذلك ضرورة لأمن واستقرار سوريا، ولأن في ذلك أيضًا حفاظًا على الأمن والاستقرار في المملكة. وتعلمون جميعًا ما تعامل معه الأردن من تحديات عبر الحدود السورية في الماضي من تهريب للسلاح والمخدرات، نتيجة الفوضى واللا استقرار التي كانت موجودة في سوريا وفي الجنوب السوري."
وفي هذا السياق، قال الصفدي: "أؤكّد على أن العبث الإسرائيلي والتدخلات الإسرائيلية هي التي دفعت وتدفع باتجاه الأزمات، وتدفع باتجاه المزيد من التوتر واللا استقرار في سوريا، ويجب أن يتوقف هذا العبث الإسرائيلي. ويجب أن تحترم إسرائيل أمن وسيادة سوريا ووحدة سوريا، وأن تحترم أنه لا حق لها في التدخل في الشأن الداخلي السوري."
وقال الصفدي: "إن الحكومة السورية كانت قد أكّدت أنها لن تشكّل خطرًا على أحد، وأنها تحترم اتفاقية عام 1974، وأنها مستعدة للحديث واتخاذ خطوات عملية تضمن أمن إسرائيل وأيّة محاذير مشروعة لأمن إسرائيل. لكن التدخل في الشأن السوري واحتلال أرض سورية ليس أمنًا لإسرائيل، بل هو تهديد لأمن سوريا وتهديد لأمن المنطقة، وهو دفع باتجاه الفوضى التي سندفع جميعًا ثمنها."
وقال الصفدي: "نحن مستمرون في العمل مع الحكومة السورية، ومع أشقائنا في المنطقة، ومع الولايات المتحدة الأمريكية التي تقوم بدور رئيس في جهود التوصل إلى حل، ومع كل شركائنا، من أجل إنهاء الأزمة في الجنوب السوري، ومن أجل إدخال المساعدات، ومن أجل تثبيت الأمن والاستقرار، ومن أجل أن تكون سوريا كلها شمالها وجنوبها جزءًا من سوريا آمنًا مستقرًّا لمواطنيه كل الحقوق. وجهودنا مستمرة بالتعاون مع الحكومة السورية، وبما يحفظ سيادة سوريا ووحدة سوريا وأمنها واستقرارها.
واجتماع عمّان الذي استضفناه أخيرًا بدأ مسيرة لتجاوز الأحداث المأساوية، وللإسهام في أن يستعيد الجنوب السوري ومحافظة السويداء وكل سوريا الأمن والاستقرار، ويشعر كل السوريين بأنهم مواطنون سوريون يعيشون بأمن واحترام ومساواة دون أي تهديد لأمنهم ولا استقرارهم. هذه هي الأرضية التي ننطلق منها، هذا هو الهدف الذي نعمل من أجله، وهذا هو أساس المحادثات التي تتم في الاجتماعات بين الأردن وسوريا والولايات المتحدة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا، وتحديدًا في الجنوب السوري."
-
أخبار متعلقة
-
الأردن يدين تصريحات وزير الاتصالات الإسرائيلي التي أشاد فيها بقرار بناء المستوطنات في منطقة "E1"
-
تنويه هام من شركة الكهرباء بشأن خفض قيمة الفاتورة
-
الإقراض الزراعي: رفع رأسمال المؤسسة يوسع قاعدة المستفيدين
-
افتتاح مهرجان نهر الذهب الثامن في جرش
-
أنشطة وفعاليات متنوعة في "الهاشمية" و"اليرموك"
-
الحملة الأردنية والهيئة الخيرية الأردنية توزعان الكعك شمال غزة
-
بازار للحرف اليدوية للأطفال في الرصيفة
-
اختتام فعاليات معسكر التغير المناخي بمركز شباب سهل حوران