الثلاثاء 30-04-2024
الوكيل الاخباري
 

الربط الكهربائي الأردني العراقي يمهد لتكامل كهربائي عربي

new_568891_6086


الوكيل الإخباري - توجت جهود الأردن نحو ربط كهربائي عربي بدخول الربط الأردني العراقي الخدمة أخيراً، في مسعى منه لان يكون مركزاً إقليمياً لتصدير الطاقة بين المملكة ودول الجوار العربي، واستغلال موقعه الجغرافي في عبور الطاقة إلى العديد من الدول.

اضافة اعلان

 

ودخل خط الربط الكهربائي الأردني- العراقي الخدمة في الثلاثين من آذار الماضي، بحسب مدير عام شركة الكهرباء الوطنية المهندس أمجد الرواشدة، الذي قال إن الخط سيكون مشتركاً ما بين محطتي الريشة الكهربائية الأردنية ومحطة الرطبة العراقية، وعلى جهد 132 كيلو فولت، لتغذية أحمال منطقة الرطبة القريبة من الحدود مع الأردن.


ويُجسد الربط الكهربائي العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وسعيهما نحو تعزيز التعاون في كل المجالات، لاسيما الاقتصادية منها، ما يؤكد اهتمام قيادة البلدين بالمشروع.

 

وثمّن جلالة الملك عبد الله الثاني خلال لقائه الرئيس العراقي الدكتور عبد اللطيف رشيد تشغيل المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، مؤكداً أهمية تكثيف الجهود لتنفيذ الاتفاقيات والمشروعات المشتركة بين الأردن والعراق.


ووقع العراق والأردن في 11 شباط 2024، في العاصمة عمّان، وثيقة لتزويد الجانب العراقي بالطاقة الكهربائية، بقدرة 40 ميغاواط في المرحلة الأولى، حيث اعتبر الطرفان أن العقد جزء من خطة عربية أشمل للسوق العربية المشتركة للطاقة مستقبلا.


وتأتي مساعي الأردن في ظل تسارع وتيرة الربط الكهربائي بين الدول العربية، بهدف تعزيز استقرار النظام الكهربائي العربي، إذ يعد الربط الكهربائي بوابة لاستعادة التعاون العربي المشترك وتحقيق التكامل الطاقي.


وبحسب بيانات شركة الكهرباء الوطنية تم تصدير 0.3 جيجا واط ساعة من الطاقة إلى الشبكة العراقية عبر الشركة العامة للطاقة في آذار الماضي.


بدوره ، قال مدير عام شركة الكهرباء الوطنية السابق المهندس عبدالفتاح الدرادكة ان الربط الكهربائي مع العراق يعد استكمالا لربط كهربائي كانت قد تمت دراسته وتصميمه والاتفاق عليه سابقا من خلال منظومة الربط الكهربائي الثماني الذي تشترك فيه كل من ليبيا ومصر والأردن والعراق وسوريا وتركيا، إضافة الى فلسطين ولبنان وبتمويل من الصندوق العربي.


وأكد أهمية الربط كونه يستغل استطاعة الطاقة الكهربائية الزائدة عن الحاجة خلال مواسم محددة في النظام الكهربائي الأردني لمواجهة الطلب على الطاقة الكهربائية في شمال وغرب العراق، ما يشكل أهم فائدة في فلسفة الربط الكهربائي الا وهي استخدام الطاقة الزائدة خلال بعض أوقات النهار أو السنة وتزويدها لنظام آخر يحتاجها.


وتابع الدرادكة: تتعاظم الفائدة اذا ما وصلنا الى ربط كهربائي كامل يؤدي إلى دمج الشبكتين الكهربائيتين الأردنية والعراقية، ما ينتج عنه استغلال أمثل للطاقات في البلدين وتبادلها للوصول الى تكامل كهربائي.


من جانبه، أكد خبير الطاقة هاشم عقل أهمية الربط مع الدول العربية وغيرها، لما له من جدوى اقتصادية على شركة الكهرباء الوطنية، حيث يصبح لديها مصادر دخل أخرى تسهم في تخفيف المديونية، وكذلك تقليل تكاليف انتاج وتوليد الكهرباء، والاستفادة من الاستطاعة الكهربائية العالية التي تستطيع الشركة الوطنية إنتاجها.


وأوضح أن الربط سينعكس على المواطنين من حيث انخفاض تكلفة شراء الكيلو وات من شركات التوزيع لان زيادة الإنتاج وبيع هذا الإنتاج للدول المرتبطة منها بشبكات الربط الكهربائي يحقق إيرادات مالية مع زيادة في حجم المبيعات كلها تسهم في الفائدة المشتركة للمواطن والشركة الوطنية للكهرباء.


وأكد عقل ان الأردن من أنشط الدول، وأول دولة في العالم العربي في إنتاج الطاقة المتجددة، ويسير بخطى سريعة للوصول إلى نسبة 50% من الكهرباء تنتج من الطاقة المتجددة ذات التكلفة المنخفضة.


وتطرق الى مشروع ربط الدول العربية ليبيا ومصر والسودان والأردن وسوريا ولبنان وصولا الى تركيا ثم الدول الأوروبية والذي تعطل نتيجة الأزمات السياسية، مؤكدا أهمية إعادة إحياء المشروع.


وأشار تقرير وزارة الطاقة والثروة المعدنية في إطار رؤية التحديث الاقتصادي إلى أن مشروع تعزيز الربط الكهربائي بين الأردن ودول عربية أخرى يسير وفق خطة وبرنامج زمني محدد.


وبينت الوزارة في تقريرها أنه يجري العمل على دراسة جدوى رفع قدرة خط الربط الكهربائي بين الأردن ومصر من 550 ميجا واط الى 1100 ميجاواط، وإجراء دراسات اختيار النموذج الأفضل لمشروع الربط الأردني السعودي والتوقيع بالأحرف الأولى مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على اتفاقيتي القرض والضمان والخاصتين بمشروع الربط الكهربائي بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية بقيمة 22 مليون دينار كويتي ما يعادل 71.6 مليون دولار.


ويعد الربط الكهربائي الأردني مع العراق ومصر نموذجا يحتذى للربط الكهربائي الناجح بين الدول العربية، بحسب ما جاء في المؤتمر العام السابع للاتحاد العربي للكهرباء الذي عقد في الدوحة.


وفي ذات الإطار، أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة أهمية العمل لتنفيذ مشروع ربط كهربائي بين دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا مع الدول الأوروبية للتمكن من تزويد أوروبا بالطاقة الخضراء، خلال لقاء جمع الوزير الخرابشة في وقت سابق بوفد (المجموعة البريطانية للاتحاد البرلماني).


وأشار الوزير في تصريحات سابقة الى أهمية تنفيذ التوجيهات الملكية بان يكون الأردن مركزا إقليميا لتصدير الطاقة الخضراء بما يسهم بشكل كبير مستقبلا في تنفيذ مشروعات الطاقة المستقبلية ومنها الهيدروجين.


وبخصوص مشاريع الربط الأخرى، قالت الوزارة في إطار الحديث عن إنجازات قطاع الطاقة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني (اليوبيل الفضي): استمر العمل على ربط الأردن كهربائياً بالدول المجاورة وتعزيز خطوط الربط القائمة، حيث يعد الأردن جزءا من منظومة الربط الكهربائي الثماني والذي يضم إضافة الى الأردن كلا من مصر، سوريا ، العراق، تركيا، لبنان، فلسطين وليبيا.


وأضافت: ترتبط الشبكة الكهربائية الأردنية بالشبكة المصرية بشكل متزامن منذ عام 1999 بكيبل بحري يمتد عبر خليج العقبة بطول (13 كم)، وباستطاعة 550 م.و بجهد 400 ك.ف، ويتم تجديد عقد تبادل الطاقة الكهربائية بين البلدين بشكل سنوي، ويتم العمل حاليا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة القدرة التبادلية للطاقة الكهربائية الى 2000 ميجاواط، ومن المتوقع تشغيل المشروع عام 2026.


وأشارت إلى أنه تم إعداد جميع الدراسات الفنية والاقتصادية والاتفاقيات المرتبطة بمشروع الربط مع السعودية ومن المتوقع أن يكون المشروع عاملا نهاية عام 2025.


أما عن الربط الأردني الفلسطيني فتم عام 2008 إنشاء خط ربط لتزويد منطقة أريحا بالطاقة الكهربائية من الشبكة الأردنية، وتم تشغيل محطة تحويل الراما 33/132 ك.ف وتزويد الجانب الفلسطيني باستطاعة 80 ميجاواط وتم البدء بتصدير الطاقة الكهربائية منتصف شهر تموز من عام 2022.


واتفق الجانبان أخيرا على تشكيل لجان فنية مشتركة لدراسة خيارات الربط على جهد 132 كيلو فولت، و400 كيلو فولت ووضع خطة العمل اللازمة لذلك.


وبخصوص الربط الكهربائي الأردني الخليجي المصري فتم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة الكهرباء الوطنية وهيئة الربط الخليجي العربي وشركة النقل المصري وتعيين مستشار عالمي لإعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية والبيئية للمشروع.