الجمعة 03-05-2024
الوكيل الاخباري
 

فيديو- دروس مؤلمة وعبر مستفادة .. دراجون أردنيون يروون حوادث دامية على الطُرقات

6 (9)


الوكيل الإخباري-ليلى القرشي

تعتبر حوادث الدراجات النارية والآلية "السكوتر" ظاهرة مؤلمة تتجدد على طرقات الأردن سنوياً، حيث تتسبب في خسائر بشرية جسيمة وإصابات بالغة تاركة وراءها آثاراً نفسية وجسدية صعبة الشفاء.

اضافة اعلان


في تصريحاته لـ "الوكيل الإخباري"، قدم المدرب المعتمد في نادي السيارات الملكي، محمود كلالدة، الذي يمتلك خبرة تزيد عن 14 عامًا في تدريب الدراجات النارية، تحليلًا عميقًا لأسباب هذه الحوادث المأساوية للوقوف على الحلول لاحقاً.


أبرز تلك الأسباب هي السرعة المفرطة وعدم الالتزام بقواعد عدم التجاوز من قبل الدراجين. ومن هنا، أقترح كلالدة مجموعة من الحلول للوقاية من هذه الحوادث. أوّلها، طالب بضرورة تعديل مدة الفحص العملي قبل إصدار رخص الدراجات النارية، حيث ان المدة الحالية تبلغ 10 ساعات فقط، مؤكدا انه عدد غير كافٍ لمن يبدأون بتعلم القيادة على الدراجات  لأول مرة .


و أشار إلى ضرورة عدم إعفاء أي شخص من الفحص النظري، سواء كان لديه رخصة مركبة سابقة أم لا. وأكد أن القانون الحالي يعفي من الفحص النظري إذا كان يمتلك رخصة قيادة مركبة مؤكداً ان هيكل الدراجة يختلف تماما عن المركبة ويجب تثقيف مستخدمي الدراجات الجُدد لفهم اولويات الطريق  . 


كما أوصى بمنع بيع الدراجات السريعة "sport pit" بسبب مواصفاتها التي تشجع على السرعة وتعكس أثراً سلبياً على السلامة.


وأوصى بتركيب جهاز "تاجو جراف" متابعة مختوم من إدارة الترخيص لرصد السرعات وتسجيل المخالفات الفورية، مما يسهم في تقليل السرعات وزيادة امتثال قائدي المركبات للقوانين تخوفاً للعقوبات .


ودعا لتثبيت ملحقات ضبط الصوت والتي تتمثل حاليا بـ 90 ديسبل وختمها عند ترخيص الدراجات والمركبات لمنع تغيرها، وذلك للمساهمة في تقليل الضوضاء المزعجة على الطرق اضافة لما قد يسببه الصوت من زيادة السرعات .


ونصح الكلالدة قائدي الدراجات بشراء الملابس الواقية ذات مواصفات عالية ومعتمدة ، مثل الخوذة والجاكيت والكفوف وواقي الركب لضمان سلامتهم أثناء القيادة.


"وأوصى اخيرا بضرورة ترك مسافة أمان كافية بين الدراجة والمركبة التي تسبقه، حيث أشار إلى أن الدراجة تحتاج لوقت اطول للوقوف من المركبة العادية. طارحا مثال : "اذا كان هناك سائق يسير على سرعة 100 كيلومتر في الساعة، يجب عليه ترك مسافة أمان تعادل 75 مترا بينه وبين المركبة التي تسبقه.


وفي ذات السياق ،  شارك هواة ركوب الدراجات النارية والذين يعملون في خدمة التوصيل وأخرون استخدموها كوسيلة للمواصلات عبر الـ "الوكيل الإخباري" تجاربهم المريرة على الطرقات، ونوهوا إلى أهمية التوعية بقوانين المرور والسلامة على الطرق. 


وفقًا لتجاربهم، أكد هؤلاء الدراجين أن غالبية الحوادث التي تعرضوا لها كانت نتيجة عدم احترام قائدي المركبات لحقوقهم ووجودهم على الطرق. يشعرون بأنهم غالبا ما يتعرضون لانعدام الانتباه والتجاهل من قبل السائقين الآخرين.
إضافة إلى ذلك، يشكون من تغيير المسرب بشكل مفاجئ دون أن ينتبه قائد المركبة لوجودهم، مما يزيد من خطورة الوضع.


سرد علي الشمايلة تفاصيل الحادث المروع الذي تعرض له في عام الـ 2019 ، قائلاً انه بصباح آخر يوم من رمضان خرج متجهاً لعمله على دراجته النارية ، واكد ان آخر ما يستذكره هو  الاصطدام القوي بمركبة بعد تجاوز الاشارة الضوئية واصفا انه لا يذكر لحظة الحادث لما تسبب له باضرار في فقدانه جزء من ذاكرته التي قال التحقيق المروري لاحقاً انه قطعها وهي حمراء .


ونصح الشمايلة مستخدمي الدراجات بضرورة لبس الخوذة بالشكل السليم مؤكداً انه تعرض ل 8 كسور بالوجه بسبب فتح  جزء من الخوذة اضافة لاصابته بارتجاج دماغي واجراء 11 عملية جراحية مع عجز باحدى ذراعيه للان.

 

 


وفي قصة اخرى سردها الشمايلة مستذكراً وفاة صديق عمره  البالغ من العمر 29 عاما قائلاً :"  حينما كان يتسابق صديقه مع شخص اخر ، وعلى لحظة قام احدهم بتغيير  مسربه حينما راى ماء على  الارض ليصطدما ببعض ويتسبب بوفاة واحد واصابة الاخر باصابات خطيرة لم يشفى منها حتى الان .


وفي قصة آخرى ، روى يوسف الرفاعي  30 عاماً تفاصيل الحادث الذي تعرض له الشهر الماضي ، عندما  كان يسير بسرعة 70  كم / ساعة فقط على احدى الطرق في مدينة اربد حيث تفاجأ بمركبة امامه تقوم  بالالتفاف المفاجئ دون وضع الاشارة "الغماز" حيث القى يوسف نفسه عن الدراجة لتلافي الاصطدام بالسيارة  .


ووثق الرفاعي الحادث بمقطع فيديو والذي يبرز نجاة قائد دراجة آخر من الاصطدام بذات المركبة التي تسببت بحادث يوسف ، داعيا قائدي المركبات الى ضرورة احترام وجود الدراجات على الطرقات.


واستذكرت نتالي نبص 29 عاماً تفاصيل الحادث المروع الذي تعرضت له في حزيران عام 2021 ، حينما كانت تتجه لعملها مستخدمة الدراجة النارية كوسيلة مواصلات وتقودها منذ عام 2015 .

 

واضافت نبص انها كانت تتجه بنزول الدوار الخامس باتجاه وادي صقرة ثم تفاجأت بمركبة على يسار الطريق تتجاوز مسرب الباص السريع وتدخل بشكل ممنوع الى الشارع قائلة :" تجاوز مسرب الباص السريع ولم اتوقع ان يقطع طريقي بهذا الشكل! " 


وتضيف: " لم اعد  اذكر ماذا حدث عند اصطدمت بالسيارة" ، واصفة هول الشعور عند سقوطها على الشارع بعد الحادث ، ما تسبب لها بكسور في الحوض وتفتت ونزيف  داخلي وما زالت تعاني الى الان من المضاعفات .


ووثقت نبص الحادث المروع الذي تعرضت له مطالبة جميع الدراجين بضرورة ارتداء الملابس الواقية بالطريقة السليمة .

 

 


واستذكر المواطن محمد ياسين 46 عاما ، شهر آب من العام الماضي حينما كان في طريقه بعد أن أدى صلاة الفجر، متجها إلى العمل عبر شارع عام بمسربين  على دراجته الالية بسرعة لم تتجاوز الـ 40 كم / ساعة ، يقول: "فجأة، قام قائد مركبة  بجانبي بتغيير مساره بشكل مفاجئ وغير متوقع، دون أن يلتفت لوجودي على الطريق، اسقطني على الارض وتعرضت ل 16 كسر في الظهر وتركيب بلاتين بالقدم اضافة لاصابتي  بعجز جزئي وعدم استطاعتي السير على قدمي لعامين.وتابع : "عندما افقت من هول الصدمة قال لي سائق المركبة الذي صدمني: "اسف ما شفتك والله"!! . 


واستذكر كابتن الدراجين والذي يعمل بهذا المجال منذ 28 عاماً  ، رومل القيسي فاجعة وفاة نجله  غاندي بحادث بدراجته النارية قائلاً ، انه و في كانون اول الماضي خرج غاندي من النادي عائدا للمنزل . حيث تفاجأ بحفرة على الطريق أدت إلى انحراف دراجته  واصطدامها بالرصيف، ما أسفر عن التسبب بوفاة ابنه اثر كسر في الجمجمة برغم ارتداءه خوذة الحماية الخاصة بالدراجات.

 



ودعا رومل في نطاق تخصصه ومن وحي خبرته بضرورة تشديد العقوبات الصارمة على السرعات اضافة لضرورة التشديد على مواصفات ومقاييس الدراجات عند ترخيصها والتاكد من مطابقتها لقواعد السلامة العامة اضافة لضرورة اشتراط نظام الـ abs  لترخيص اي دراجة ، لما له من حماية للدراجين على الطرقات.