السبت 27-04-2024
الوكيل الاخباري
 

أعياد العرب



.. وعلى امتداد الوجع العربي الكبير، تكرر وتمرمر وتمت إعادة تصنيعه في المقالات والتحليلات والكريكاتور، أقصد مطلع قصيدة المتنبي في هجو كافور الاخشيدي، وهو البيت المعروف:اضافة اعلان

عيد بأية حال عدت يا عيدُ
 بما مضى أم لأمر فيك تجديدُ

 طبعا، فان معظم الاقتباسات من هذا البيت تكون من الصدر ويتم تجاهل العجز على الاغلب، على اعتبار أن احتمال التجديد لم يعد واردا في الأصل، اللهم إلا إذا كان اسوأ من الذي قبله.
الغريب ان هذا البيت الشعري ومنذ اقترفه المتنبي في القرن الرابع للهجرة وهو يصلح لان يصف حالتنا في كل عام وحتى الان (القرن الهجري الخامس عشر) والحبل على الجرار، حتى القرن الخامس والعشرين، والله اعلم بالصواب!
 أمة تتردى وكل عيد يأتي مثل سابقه أو أسوأ منه، لكأن هذا البيت لم يكن هجاء لكافور بل هو هجاء للعروبة بأكملها، مخا ومخيخا ونخاعات.
العزاء الوحيد لنا هو بيت آخر في ذات القصيدة يقول:
 نامت نواطير مصر عن ثعالبها
 وقد بشمن ولم تفن العناقيد

  فما تزال العناقيد قائمة، وكل حبة عنب قادرة عن انجاب عشرات الدوالي!

هل أنا متفائل أكثر من اللازم؟!
نعم ....أعرف هذا.. لكنها تعويذة ضد الانتحار!!
ويظل التفاؤل الغبي، أفضل من التشاؤم المدمر للروح!!