الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

إحساس « للبيع »




رغم نجاح الاطباء في «نقل « و»زراعة» بعض أعضاء الجسم البشري مثل( الشّعَر و القلب والكلى والكبد والرئتين والبنكرياس والأمعاء والغدة الزعترية وغيرها) ،الاّ انهم يبدو «عاجزين» عن «زراعة» الإحساس لبعض الكائنات ممن يفتقدون الى « الذوق» و» الرقّة» و «الادب» في تعاملهم اليومي مع الآخرين.اضافة اعلان


هؤلاء الذين يمكن وصفهم بـ» الكُتَل الحجريّة والمتحجّرة» المتحرّكة والذين لا يراعون شعور الناس، بل يستغلّون «نفوذهم» و» محبّة « الغير لهم احيانا فيمارسون بحقّهم شتّى انواع» التعذيب»... واقصد « التعذيب النفسي».
بحثتُ في القواميس والمعاجم عن معنى «الإحساس» ،فلم اتوصّل الى تعريف «واضح»، وبطبيعة الحال لم اكن اتخيّل نفسي «جهبذا يدرك ما لم يدركه العلماء.
لكنني توصلتُ الى ان هناك «الأنظمة الحسيّة» والتي تشبه» الأنظمة الشمولية»، ولكن «الحسّيّة» تقع ضمن دائرتها : الرؤية واللمس والشمّ والسّمْع والذوّق».
وعادة ما اوجه ردّة فعل «سلبية» حتى من بعض الذين اعرفهم ويعرفون «حساسيتي العالية» فيقولون «باستنكار»:
هوّ انت بتفكّر نفسك الوحيد اللي عنده إحساس؟

فأصمت لدقائق من هوْل « الصّدمة»، ولكنني اتساءل عن المنطقة غير المَرئية بين» الاحترام والاحساس».فلا «يتفنن» أحدهم أو إحداهنّ بممارسة اشكال «النّكد» و»القهر» عبر تصرّفات «غير مفهومة» وليس لها اي هدف سوى» جَرْحك» بسكّين « الإساءة».

كل الناس عندها «إحساس». لكن منهم من «يؤجّره» بحُكم انه اصبح «فائضا عن الحاجة»، ومنهم من « يعرضه للبيع» لأنّه «الاحساس» بات في «غِنى» عنه. ولم يعد بحاجة اليه، فيركنه في» المستودع» او على «السِّدّة» مثلما يفعل في «ملابس الشتاء» او ملابس الصيف» او «الأحذية القديمة» التي .. لا يستعملها!

ولو اختصرنا «الإحساس» بمعنى « الذّوق» ،لوجدنا اغلب الكائنات «تخلّصت» من هذه « الصفة»،بحكم « المصالح» و»التكالب على الدنيا».
فلا احترام للكبير ولا عناية بالصغير ولا مراعاة للمحتاج والفقير الى غير ذلك.

ومَن يدري فقد نجد يافطات في الشوارع وامام المحال مكتوب عليها» إحساس للبيع» او « للايجار» وبسعر مُناسب،
لحّق حالك قبل «نفاذ» الكمّيّة !!