الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

إنها حرب كونية



لم تعد الاسلحة التقليدية هي التي تحسم المعارك والحروب كما كانت في السابق حيث كانت تحصد ملايين الأرواح من البشر وتخلف دمارا وخرابا واستعمارا للدول، واستيلاء على الأراضي والممتلكات.اضافة اعلان

كما يظهر بعدها شكل جديد للعالم وتحالفات دولية وبروز قيادة جديدة كما حدث مع الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الأولى التي تصدرت المشهد بعد انضمامها للحرب الى جانب دول الوفاق (بريطانيا وفرنسا ) بعد انسحاب روسيا من الحرب اثر الثورة البلشفية .
ما اريد قوله ان الحرب التقليدية باستخدام الاسلحة لم تعد هي الحاسم الوحيد للمعارك خاصة بعد الثورات الاوربية والأمريكية التي جاءت بالحرية وعززت المكانة الانسانية للشعوب التي اصبحت هي صاحبة القول الفصل في الاحداث واي قرار يتخذ لا بد أن يراعي موافقتها ويلبي تطلعاتها وطموحاتها .
مما دفع بعض دول العالم خاصة العظمى والكبرى على تغيير أدواتها في موضوع النازعات او البحث عن المصالحها دون الحاق اي اضرار بشرية بتجنب المعارك المباشرة وذلك اما من خلال حروب الوكالة التي تكون على نطاق ضيق لتكون غطاء لتمرير قرارات واتخاذ اجراءات اشبه ما تكون ذات اثار ونتائج عالمية .
وهذا ما يحدث الان في الحرب الروسية الأوكرانية التي أدارتها ودفعت بها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الاوروبية دون ان تشترك بها عسكريا ، بعد ان تعلمت درسا قاسيا في الحرب العالمية الأولى التي خلفت ما يقارب من عشرة ملايين قتيلا ناهيك عن الانفلونزا الإسبانية التي قتلت ما يقارب ال 50مليونا .
اي ان المعركة عسكريا على الارض الأوكرانية لكنها بمشاركة عالمية ونتائج كونية تأثر العالم بها على الصعيد الاقتصادي اولا ، وبانتظار ما سينتج من تحالفات وشكل جديد للعالم وذلك بعد تحديد هوية المنتصر .
فبعد العقوبات الاقتصادية التي فرضها حلف الناتو على روسيا وما سببه من ارتفاع لاسعار النفط والغاز وشح الإمدادات في بعض المواد الغذائية خاصة الحبوب ، وما طرأ عليها من ارتفاع للاسعار ، اصبحت معه بعض الدول تشعر بالتململ والخوف من اطالة امد الحرب واستمراها التي تلعب عليه روسيا ، فقد نشهد خلخلة في التحالف الامريكي الأوروبي الهش اصلا ، بسبب ما خلفه الرئيس الامريكي السابق من تصدع في العلاقة وكذلك عدم ايجاد بديل للغاز والنفط الروسي وعدم تجاوب البعض مع المطالب الأمريكية بزيادة الضخ وبقاء الملف الايراني على حاله دون التوصل الى حل قد يزيد من من تعقيد المشهد .
ان الوضع الحالي وما يشهده من تحالفات دولية والبحث عن مصالحه ومراقبة بعض الدول للمشهد لانتظار كفة الرابح للانحياز والانضمام له إضافة الى ما ذكر سابقا يذكرنا بمجريات الحرب العالمية الأولى والثانية مع اختلاف ادواتها والياتها التي كانت اشتباكا عسكريا مباشرا الا ان الاهداف والنتائج حسب اعتقادنا ستكون قريبة ومتشابهة مما يدفعنا بالقول بانها حرب كونية باسلحة اقتصادية واعلامية ستشهد شكلا وقيادة جديدة للعالم.