الى جانب الحملات « التوعوية « المكثفة من جانب الهيئة المستقلة للانتخاب بدأت البرامج التلفزيونية «الحوارية» المخصصة للانتخابات. وهذا يسهم في شدّ الانتباه وادخال الجمهور في جو الانتخابات لكن ثمة روح مفقودة في هذا كله. إنه مثل عرض تشبيهي للطيران او للسباق ؟! اقصد أن الاعلام لا يعكس على الشاشات حالة الحوار أو الصراع أوالسجال الحقيقي كما هو في زمن الانتخابات عندنا. ولأن الأطراف «السياسية» ليست بطل الانتخابات على الارض فيتم التعويض بعروض تشبيهية للحوار والسجال السياسي كما يفترض ان يحدث في زمن الانتخابات.اضافة اعلان
لقد واجهت هذا الموقف حين كنت ادير برامج حوارية تلفزيونية وجاء موعد الانتخابات البرلمانية ( عام 2003) ولم اكن اطيق ابدا فكرة حوارات شكلية على التلفزيون مفصولة عن واقع الحال عند المرشحين والمجتمع المحلي. ورأيت ان عمل شيء حقيقي يقضي الاقتراب من الميدان ومقاربة الواقع كما هو رغم كل الاعتبارات والمحاذير. وضعت تصورا لاشراك جميع المرشحين في كل الدوائر خلال فترة الحملة الانتخابية وقدمته للإدارة التي رأت استحالة التنفيذ عمليا لكنها تركت نافذة للرأي الفني للكادر الاداري . فجمعت فريقي وطرحت عليهم الخطة وتحدي انفسهم بايجاد الحلول لإنجاز المهمة وهذا ما تم ويسجل للادارة جرأتها بالموافقة على خطة ومخاطرة صورت معركة حقيقة وليس تشبيها. وتفوق الفريق على نفسه في العمل.
كان ينبغي التفرغ لشهر كامل والترحل مع المعدات والكاميرات والمبيت كل ليلة في احدى المحافظات والتحضير باكرا لمسرح التصوير في الصباح وتنسيق الأعمال والمهمات وصولا الى التصوير في المساء ثم ارسال الحلقة للمونتاج والبث في اليوم التالي. والحوارات الميدانية لم تكن حقيقية وواقعية فحسب بل في غاية الاثارة استمتع بها فريقنا التلفزيوني والحضور قبل المشاهدين. كان المرشحون في كل دائرة وهم في غمرة الحملة يحضرون ليس ليلقي كل منهم بيانا منفردا بل للحوار بحضور جمهور محدود. والترتيب أن تكون لكل منهم مداخلة تقديمية لدقيقة واحدة، ثم تعقيب على أي أمر تم طرحه ثم أسئلة عشوائية من بنك أسئلة يشمل كل المواضع يجاب عليها بدقيقة واحدة في حوار سريع متتابع يتيح اظهار شخصية كل مرشح وثقافته وافكاره وإمكاناته الفعلية في وضع لا هروب منه الا بعدم المشاركة في البرنامج فيتحمل المرشح مسؤولية غيابه عن فرصة منحت بصورة متكافئة للجميع. كانت الحلقة تصور لتبث في اليوم التالي البث يوميا وفريق البرنامج يزداد حماسا وبجهد استثنائي لانجاز العمل وبعد الحلقة الأولى مباشرة اخذ البرنامج سمعة مدهشة وأصبح أبناء كل دائرة يتسمرون أمام الشاشة بفضول كبير لمشاهدة مرشحيهم المشاركين في منافسة فعلية دقيقة وخطيرة وحدثت اشياء طريفة كثيرة وبرزت شخصيات وانحرقت اخرى. وحتى اليوم اجد في كل مكان من يذكرني بمشاركته أو يذكرني بأحداث الحلقات.
ما اريد قوله ان ظروف الانتخابات عندنا لم تحل دون عرض حوارات حقيقية بين المتنافسين وأمكن مع وجود الارادة والرؤية من تحدي كل الاشكالات الفنية والعملية لتقديم شيء حقيقي وليس تشبيهي. وفي حينه فإن أكثر الأوساط محافظة وتحفظا اكثر من سعيدة بما ترى مع انها كانت سترفض الفكرة سلفا لو عرضت عليها.
لا أدعو لتكرار التجربة ونحن نعيش نظاما انتخابيا مختلفا هو قوائم التمثيل النسبي بل الفت الانتباه فقط لبؤس الحوارات التشبيهية المنفصلة عن الواقع وضرورة الاقتراب من الحقيقة كما هي على الارض وبقية الحديث تتبع
لقد واجهت هذا الموقف حين كنت ادير برامج حوارية تلفزيونية وجاء موعد الانتخابات البرلمانية ( عام 2003) ولم اكن اطيق ابدا فكرة حوارات شكلية على التلفزيون مفصولة عن واقع الحال عند المرشحين والمجتمع المحلي. ورأيت ان عمل شيء حقيقي يقضي الاقتراب من الميدان ومقاربة الواقع كما هو رغم كل الاعتبارات والمحاذير. وضعت تصورا لاشراك جميع المرشحين في كل الدوائر خلال فترة الحملة الانتخابية وقدمته للإدارة التي رأت استحالة التنفيذ عمليا لكنها تركت نافذة للرأي الفني للكادر الاداري . فجمعت فريقي وطرحت عليهم الخطة وتحدي انفسهم بايجاد الحلول لإنجاز المهمة وهذا ما تم ويسجل للادارة جرأتها بالموافقة على خطة ومخاطرة صورت معركة حقيقة وليس تشبيها. وتفوق الفريق على نفسه في العمل.
كان ينبغي التفرغ لشهر كامل والترحل مع المعدات والكاميرات والمبيت كل ليلة في احدى المحافظات والتحضير باكرا لمسرح التصوير في الصباح وتنسيق الأعمال والمهمات وصولا الى التصوير في المساء ثم ارسال الحلقة للمونتاج والبث في اليوم التالي. والحوارات الميدانية لم تكن حقيقية وواقعية فحسب بل في غاية الاثارة استمتع بها فريقنا التلفزيوني والحضور قبل المشاهدين. كان المرشحون في كل دائرة وهم في غمرة الحملة يحضرون ليس ليلقي كل منهم بيانا منفردا بل للحوار بحضور جمهور محدود. والترتيب أن تكون لكل منهم مداخلة تقديمية لدقيقة واحدة، ثم تعقيب على أي أمر تم طرحه ثم أسئلة عشوائية من بنك أسئلة يشمل كل المواضع يجاب عليها بدقيقة واحدة في حوار سريع متتابع يتيح اظهار شخصية كل مرشح وثقافته وافكاره وإمكاناته الفعلية في وضع لا هروب منه الا بعدم المشاركة في البرنامج فيتحمل المرشح مسؤولية غيابه عن فرصة منحت بصورة متكافئة للجميع. كانت الحلقة تصور لتبث في اليوم التالي البث يوميا وفريق البرنامج يزداد حماسا وبجهد استثنائي لانجاز العمل وبعد الحلقة الأولى مباشرة اخذ البرنامج سمعة مدهشة وأصبح أبناء كل دائرة يتسمرون أمام الشاشة بفضول كبير لمشاهدة مرشحيهم المشاركين في منافسة فعلية دقيقة وخطيرة وحدثت اشياء طريفة كثيرة وبرزت شخصيات وانحرقت اخرى. وحتى اليوم اجد في كل مكان من يذكرني بمشاركته أو يذكرني بأحداث الحلقات.
ما اريد قوله ان ظروف الانتخابات عندنا لم تحل دون عرض حوارات حقيقية بين المتنافسين وأمكن مع وجود الارادة والرؤية من تحدي كل الاشكالات الفنية والعملية لتقديم شيء حقيقي وليس تشبيهي. وفي حينه فإن أكثر الأوساط محافظة وتحفظا اكثر من سعيدة بما ترى مع انها كانت سترفض الفكرة سلفا لو عرضت عليها.
لا أدعو لتكرار التجربة ونحن نعيش نظاما انتخابيا مختلفا هو قوائم التمثيل النسبي بل الفت الانتباه فقط لبؤس الحوارات التشبيهية المنفصلة عن الواقع وضرورة الاقتراب من الحقيقة كما هي على الارض وبقية الحديث تتبع
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي