الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

« اللي بتعرف ديته أقتله»



عندما اراد القطب الثاني في الحكومة الاسرائيلية بيني غانتس التحفظ على قرار الضم دون ان يقول ذلك مباشرة للمستوطنين تحدث عن ضرورة الحفاظ على اتفاق السلام مع الاردن.

اضافة اعلان


الموقف الأردني يترك أثرا. والرهان كان في محله، الرهان على المصداقية والاعتراف الذي يحظى به الأردن وقيادته كنموذج للاعتدال طالما لعب دورا محوريا في دعم السلام والاستقرار يعطي للموقف الأردني « الحاد» من الاعتبار والوزن ما يتجاوز كثيرا الوزن الاقتصادي والعسكري التقليدي. الأردن يلعب الآن ورقتة بعزم وهو في سباق مع الزمن لردع قرار الضم.

يمكن الآن لمن شكك أو تحيّر في تصريح جلالة الملك عن صدام كبير مع اسرائيل اذا مضت قدما في إجراءات الضم.أن يفهم أن التصريح لم يكن « زلة لسان « أو تهويلا اعلاميا للتسويق المحلي لا تقبضه الأطراف المعنية وفي المقدمه الطرف الاسرائيلي بجد. يمكن لهؤلاء أن يعيدوا تقييم الموقف الأردني علىى أساس 1- أن القيادة السياسية في الاردن ترى أن قرار الضم خطير جدا يهدد أمن الأردن ومستقبله الى جانب القضاء على حل الدولتين وعلى مستقبل السلام والاستقرار في المنطقة. 2- من أجل ذلك لا مجال للأردن الا ان يزج بكل طاقته لاستباق القرار الاسرائيلي والتصدي له ومنعه. 3- الأردن في ذلك لا يتهور بمغامرة عمياء أو يحمل سيفا اطول منه بل يستند الى حسابات مدروسة وتقدير محسوب للموقف. ومن يتابع التصريحات والمواقف والتحليلات في صحافة واعلام الاحتلال يلحظ أثر الموقف الأردني حيث تتصاعد الطروحات التي تضع الى جانب اعتبارات أخرى المخاطر الجدية لقرار الضم على العلاقة مع الاردن ومعاهدة السلام. وأول أمس نشر عاموس جلعاد الجنرال السابق والخبير الاستراتيجي بالأمن القومي مقالا في يدعوت احرنوت يحذر من التداعيات الخطيرة لخطة الضم على العلاقة مع الاردن. وفي نفس اليوم اعترف نتنياهو ان الادارة الأمريكية لم تعط بعد الضوء الأخضر لقرار الضم.

السياسة الاردنية تدير هذا الجهد بقدر واف من التصميم والاحتراف ولا تمارس تهويشا لفظيا لغايات شعبوية مؤقتة أوامتصاص غضب الشارع. واقتراحي ان تفهم القوى والفعاليات المحلية ذلك وتتناغم معه. ودعونا نوضح الأمر.. لا حاجة للضغط على صانع القرار من اجل إجراءات معينة أو أن يقول سلفا ما الذي ينوي ان يفعله! لو مورست ضغوط على الموقف الرسمي من أجل قرار ولم يتخذ لكنّا كمن يوضح الحدود الأخيرة للموقف الاردني. ولأصبح حالنا مع المثل الشعبي الذي يقول « اللي بتعرف ديته أقتله».

 الدبلوماسية الأردنية تستخدم اكثر التعابير قوة ووضوحا وجدية في التحذير من الأثر الخطير للضم على السلام والاستقرار وعلى العلاقة مع الاردن وليست مضطرة ان تقول كيف. الرسالة تصل وترمي ثقلا اضافيا مهما الى جانب كل العوامل الأخرى في مواجهة اليمين الاسرائيلي المتطرف. وهذا كاف ولا يجوز التخريب عليه بل يجب اسناده وتعزيز مصداقيته والالتفاف العام حوله.