الجمعة 19-04-2024
الوكيل الاخباري
 

المواطن ما زال صامدا



 الجوع يقترب؛ والأحزمة المشدودة على البطون انقطعت أو هي تكاد، والقوم يسرحون ويمرحون ويستهزءون ويسخرون، وبعضهم بلا ذنب..يموتون.اضافة اعلان

هذا مطلع خبر تداولته أمس بعض وسائل الإعلام، ومن عجب، لم تسخر منه، بعد أن أصبحت السخرية وموت الضمير والأخلاق غرضا إعلاميا في عرف الصغار المفلسين، يقول المطلع:

أعدت «حماية المستهلك» دراسة مقارنة ميدانية تناولت التغيرات التي طرأت على أسعار السلع من شهر 1/ 2022 بالمقارنة مع أسعارها في أول اسبوعين من شهر 9/ 2022 وشملت الدراسة قراءة أسعار 130 سلعة.
وأظهرت نتائج الدراسة التي أشرف عليها رئيس «حماية المستهلك» الدكتور محمد عبيدات ارتفاع اسعار 84 سلعة غذائية واستهلاكية وكمالية بالاضافة الى المحروقات وبنسبة بلغت 16.28% وانخفاض اسعار 9 سلعة بنسبة بلغت 15.16% اغلبها سلع موسمية من الخضار وثبات أسعار 37 سلعة.

وأضيف على دراسة المقارنة التي أجرتها الجمعية بأن «وحدة المقاييس»..أعني الميزان نفسه تعرض للتطفيف، ليحق القول على أكثرهم «ويل للمطففين»، فالكيلو غرام (1000 غرام) أصبح بدوره «قياسيا» لا لزوم له في عرف سوق بلا أخلاق، وأصبح الكيلو يناهز 750 غراما فقط، والعبوات احتفظت بالسعر نفسه لكن حجمها «كَشّ» واللتر أصبح لترا إلا ربع، والمواطن ما زال صامدا، ويمكنه رؤية الطريق رغم أنه الجوع يعميه !.

هل سيمر علينا اليوم الذي يكون فيه ولي الأمر «المحترم» بطلا، إن تمكن من توفير خبز لأطفاله وباتوا ليلتهم بلا جوع يقرص أحشاءهم؟..لعله اقترب زمن البطولات رغم كل النكبات والنكسات والعصابات والأسواق المتوحشة وأفكارها التسويقية وإعلاناتها «المتجحشة»، فأغلبها عن دواء يؤخذ بعد الطعام، لأقوام عزّ عليها رغيف الخبز، وأصبح طريدة تستحق الركض طول الوقت، وقلما تسقط في يد مطارديها، وهيهات تستقر في أمعاء أبنائهم الخاوية.
كم أسعار الذهب اليوم، والبترول والكهرباء، والدم العزيز الذي يسري في العروق؟.. هذا سؤال يحتاج بدوره لدراسة مقارنة..
لعنة الله على الظالمين، وأكثر منها على الأغبياء ولصوص الأسواق، وتجار كرامة «البعارين» التي أصبحت بلا سنام ولا أعناق.
من يضبط فوضى السوق وفوضى الخطاب التائه؟!