الجمعة 26-04-2024
الوكيل الاخباري
 

الوقت لصالح من في حرب روسيا على أوكرانيا؟



تدخل الأزمة الأوكرانية مرحلة بالغة التعقيد السياسي والإستراتيجي. حرب الوقت وتحمل الخسائر والصبر الإستراتيجي باتت على حسابات كافة الأطراف المعنية بعد أن اتضح أن هذه الأزمة ستطول.اضافة اعلان


روسيا تقول إن العقوبات الغربية هي سبب ارتفاع الأسعار والتضخم العالمي المتسارع والخطير، وإن الغرب إذا ما أراد السيطرة على ذلك فعليه رفع العقوبات وقبول حقيقة قضم روسيا لجزء من أوكرانيا.

هكذا وبكل بساطة تضرب كافة قواعد العمل الدولية. الغرب بالمقابل يجد أنه من المستحيل القبول والسماح لروسيا بقضم جزء من دولة أوروبية، ففي ذلك سابقة خطيرة عدم الوقوف بوجهها سوف يدعو روسيا أو غيرها في العالم لتكرارها، وهي لذلك ترى ضرورة وحتمية معاقبة روسيا وضرب اقتصادها في مقتل.

المتضرر من كل ذلك الاقتصاد العالمي الذي يعاني من التضخم، وأزمة غذاء عالمية لم نر ذروتها بعد، سوف تمس كافة دول العالم وستكون دول العالم ذات الشعوب منخفضة الدخل الأكثر تأثرا منها.

مشهد معقد غير قابل لكثير من التنبؤ، لكن يمكن القول في هذه المرحلة إن العالم واقتصاده على المستوى الكوني سوف يزيد من إنتاج الحبوب لتعويض خسائره من انحسار الإنتاج الأوكراني والروسي، ودول مثل أستراليا وكندا ورومانيا وغيرها سوف تلبي حاجة السوق ليعود للتوازن عملا بمعادلة العرض والطلب. موجة تضخم الأسعار سوف تهدأ بعد فترة زمنية تتفاعل فيها معادلتا العرض والطلب لكي تقوم بمفعولها الاقتصادي.

السؤال الأهم يبقى عالقا حول الارتفاع المهول بأسعار الطاقة من غاز ونفط، والتي تمتلك دول الخليج العربي وحدها إمكانية إحداث تغيير عليها، يطالبها العالم بزيادة الضخ والعرض لكي تستقر الأسعار ويكبح جماح التضخم. دول الخليج تدرك تماما تعاظم دورها الإستراتيجي الدولي بسبب الأزمة الأوكرانية، وهي ليست دول عدوة للغرب بل صديقة له، لكنها دول تقوم بحساباتها بدقة ولن تتصرف على طريقة حاتم الطائي، فذاك زمان مضى وما هكذا تتصرف الدول التي تقوم بحسابات ربحها وخسارتها.

دول الخليج سيكون لديها مطالب سياسية مقابل الاستجابة لمطالب الغرب بزيادة العرض من البترول والغاز، وهذه المطالب ستتمحور على الأرجح حول دور أميركا الإقليمي كفاعل رئيسي للأمن والاستقرار في الإقليم، وستتمحور أيضا حول برنامج إيران النووي وكيفية التعامل معه. دول الخليج ستطلب من أميركا والعالم الاستمرار بسياسة الضغوط القصوى على إيران كي تكبدها الخسائر وتضعها في موقع الدفاع لتكف عن برنامجها النووي وعن نشاطاتها الإقليمية المصدرة للفوضى.

بايدن ومجموعة 5 + 1 برمتها لا يريدون ذلك ويريدون العودة للمفاوضات واتفاقا قريبا وإن كان متقدما على اتفاق أوباما، ولكنها إذا ما أرادت فعلا خليجا يعيد أسعار النفط لمعدلاتها المرغوبة، فسوف يكون عليها الاشتباك مع الخليج على قاعدة تبادل المصالح.

هو مشهد بالفعل معقد يحتم على عديد من الدول عمل إزاحات سياسية وتقديم أهداف على أخرى.