الإثنين 06-05-2024
الوكيل الاخباري
 

انا و «الجيران» و هواك



أنني ( كائن ) مُزعِج..

فأنا أصحو مبكّرا.. ( قبل الشّحادة وبنتها )..

اقف إمام المرأة..اتفقد شكلي.. وكأنني على موعد غرامي... او موعد .. مهمّاضافة اعلان


اتّجه إلى المَطبخ كي اعدّ « قهوتي «

الواقع أنني « أُحاور « القهوة ولا أصنعها.. 

اقلّبها يمينا وشِمالا.. ومن فوق إلى تحت

كأنها لعبة الرّوح.. حتى تهدأ وأحملها ب « برفق وحنان « وأذهب إلى « الحاكورة « مكاني المفضل في الصباح .

ومع « الرّشفة الاولى « تبدأ « المشكلة «

خاصة مع اصطحابي للعصفورين « بندق ولوزة « .. اللذين يأخذان بالزقزقة وكأنهما يحتفلان ببدء النهار.

لا مجال لـ « اسكاتهما «.. هذا أسلوبهما بالتعبير عن حضورهما..

ورغم انشغالي .. بكتابة مقالي اليومي ، أشعر أن الجارات، تحديدا ، يبدأن بالتعبير عن « انزعاجهنّ «..تارة بفتح الشبابيك وتارة إغلاقها .. بعنف.

مع « الرشفة الثانية « .. اسمع حِراك الجيران :

صرخات واشتباكات لفظية بين ازواج ، لم يمض على زواجهم .. اقل من سنة.. وكذلك آؤلئك « الطّاعنين « بالزواج.

شتائم.. وفحولة « صوتيّة «.. وخبطات و.. ويتبعها صمت مريب.

العصافير تمارس حضورها البهيّ .. غير ابهة بما يجري حولها .

وانا مُنكبّ على الكتابة .. وبحذر اداعب الحروف الصغيرة.

ابواب الجيران تعلن عن خروج ساكنيها.. 

فرقعة « الكعب العالي « المعتادة تكشف انطلاق الجارات الى اعمالهنّ.

طق .. طق .. طق

وأشعر انهن غادرن « العمارة «..

بينما الأزواج يخرجون بهدوووء .. فقط اسمع « نحنحة « وسُعال.. وكحكحات.

ترتفع حرارة الجوّ بالتدريج

فأعود ادراجي برفقة « بندق ولوزة « و صينية القهوة.

فانتقل إلى غرفة « المكتبة «.. ليبدأ نهاري بالقراءة و بسماع « فيروز « وفي مرحلة لاحقة « صباح « ومع انتصاف اليوم .. اترك « عبد الحليم « يجرّني إلى الماضي باغنيات ه الجميلة.

أعترف أنّي « كائن « مُزعِج .. 

ذات يوم .. وقبل بضع سنوات ، تعرضتُ ل « تُهمة « غريبة..

قال بعض « الجيران في العمل « أنّي أبالغ بالفرح..

وقال أحدهم « انني دائم الضحك والمرَح « ..وطلبوا مني « تخفيف الطاقة الإيجابية « فهي .. مُزعِجة 

كنتُ في الشارع وقتها..

اخذتُ أقفز مثل الأرنب..

قال الناس : مجنون 

تابعتُ فرحي وصرتُ أُردّد مثلهم

.. مجنون

مجنووون ... !!