الخميس 25-04-2024
الوكيل الاخباري
 

بكرة بيرجع يوقف معكن



كان الثور حرونا، أو ربما كان كسولا، ومن الممكن أنه يعاني من مشاكل في الغدة الدرقية تؤدي الى التباطؤ الوظيفي (التباطؤ الوظيفي ؟؟؟؟.... لا أعرف من أين جاءتني هذه العبارة)، لذلك حينما كان شعبان يربط ثوره على السكّة لغايات الحراثة، كان الثور المحترم يقف متجمدا بلا حركة.اضافة اعلان

هذا هو الوضع الدائم لثور شعبان، في السراء والضراء، في الليل والنهار، صيفا شتاء ربيعا وخريفا. حتى لا نتهم بالتحامل، فقد كان الثور يبدي بعض التساهل في الحركة خلال الكثير من الأوقات في السنة، كان يأكل ويمرح ويتقافز مثل السعدان، لكنه كان (يتشصّب) تماما عند بدء موسم الحراثة، ويتحول إلى تمثال حجري سيئ الصنع.
وكل ما يريده شعبان خلال العام هو أن يربط الفدان (البغل المحترم) على السكة للحراثة وتجهيز الأرض للزراعة، في مواسم الحراثة. حاول شعبان الانفتاح على العالم، وسمع أن الأبقار الهولندية تدر الحليب على أنغام موسيقى باخ وأمثاله، فاكترى مسجل(كف) وقام بتشغيل شريط موسيقى، لعل الثور يتحرك للحراثة.

وضع اغنية (هالسيارة مش عم تمشي) لفيروز، فلم يمش الثور، وضع شريط أغنية (منتصب القامة أمشي) لمرسيل خليفة، فلم ينتصب، واستعار شريط أغنية (بكرة بيرجع يوقف معكن) من ملجأ العجزة لعل الثور يسير بالفدان على أمل الوقوف، لكنه لم يمش. حتى أنه جلب شريطا روسيا لأغنية (كاتيوشا) التي كانت تسير على كلماتها وأنغامها كامل فيالق الجيش الأحمر السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية، لكن البغل استاء من الصوت وأبدى تذمرا بحركة أذنيه. انتهت البطاريات في المسجل، والثور على وقفته.
أحضر شعبان ملح بارود، ووضعه في أذن الثور، وأشعله.... خرج الشرر أولا، ثم اللهب مع صوت (تشششششششششششششششششش)، ورائحة شواء جلد وشعر.
نظرة عتاب ألقاها الثور على صديقه شعبان، ربما على سبيل الكسل، ثم حرك أذنيه ذات اليمين وذات اليسار
ثم ذات اليسار وذات اليمين
ثم ذات اليسار وذات اليسار
لكن دون أن يتحرك من مكانه.

يقال بأن شعبان قرر بعد حادثة البارود التي حصلت عام 1989أن يبيع الثور، ويقال ايضا، أن شعبان ما يزال حتى الان يعرض ثوره في سوق الحلال الدولي، ولم (يسومه) أحد، حتى ساعة اعداد هذا البيان.